قال المؤلف :" ثم يرفع رأسه ويديه قائلا إمام ومنفرد :( سمع الله لمن حمده ) وبعد قيامهما :( ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ) ومأموم في رفعه :( ربنا ولك الحمد ... ) فقط " حفظ
الشيخ : " ثم يرفع رأسه ويديه قائلا إمام ومنفرد سمع الله لمن حمده " يرفع رأسه ويديه ... وهل يرفع اليدين إلى الأذنين في الرفع من الركوع؟ نعم، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم " قائلا إمام ومنفرد سمع الله لمن حمده " سمع بمعنى استجاب " لمن حمده " أي لمن وصفه بالكمال فالله تعالى يستجيب له، فإن قال قائل لماذا لا تجعلون السمع بمعنى أدرك الصّوت؟ مثل قوله (( قد سمع الله قول التي تجادلك )) فالجواب لأنه لا يتم السمع في مقابل الحمد والدعاء إلا بالإجابة.
" سمع الله لمن حمده وبعد قيامهما ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد " يقول " بعد قيامهما ربنا ولك الحمد " وفي هذه الجملة أربع صفات نبوية ( ربنا لك الحمد ) ، ( ربنا ولك الحمد ) ، ( اللهم ربنا لك الحمد ) ، ( اللهم ربنا ولك الحمد ) كلّ هذا ورد وكما قلنا فيما سبق ينبغي أن يأتي بهذه تارة وبهذه تارة.
أفاد المؤلف رحمه الله أن المنفرد والإمام يقول حال الرفع " سمع الله لمن حمده " وبعد أن يستتم قائما يقول " ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأض وملء ما شئت من شيء بعد " يعني مما لا نعلمه لأن الكون ليس السماوات والأرض فقط فيه أكوان ما نعلمها، الجنة والنار أخبرنا الله عنهما وربما أشياء ما ندري عنها.
وقوله " ملء السماء " ما معنى ملء السماء؟ قيل معناه أنه حمد لو كان أجساما لملأ السماء والأرض، فيكون الملء هنا ملأ حسيّا، وقيل المعنى مِلء السماء يعني حمدا يوافي كل ما في السماء والأرض لأن الذي في السماء والأرض كلهم مخلوق لله وهو ممّا يُحمد الله عليه فيكون المعنى أنه كما أن خلقك ملأ السماء والأرض فحمدك أيضا على كل ما خلقت يملأ السماء والأرض، وهذا أدق في المعنى وأولى لأنه في الأول لو كان أجساما لملأ ذلك الأجسام قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة فلا وجه لهذا.
وقال المؤلف " ومأموم في رفعه ربنا ولك الحمد فقط " المأموم لا يقول سمع الله لمن حمده وإنما يقول بدلها " ربنا ولك الحمد " دليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما جُعِل الإمام ليؤتم به ) إلى أن قال ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) فإن قال قائل أليس النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ؟ فالجواب بلى، أليس يقول في رفعه سمع الله لمن حمده؟ بلى، إذًا المأموم ليش ما يقول؟ نقول لأن هذا ورد فيه نص خاص وهو ( إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) وقوله " فقط " يعني لا يزيد على هذا كلمة، المأموم يرفع قائلا ربنا ولك الحمد، وفي حال قيامه يسكت لا يقول شيئا لقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) هذا المذهب لكنه قول ضعيف لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أراد بقوله ( قولوا ربنا ولك الحمد ) في مقابل سمع الله لمن حمده، والذكر الذي يكون بعد القيام ثابت للإمام والمأموم والمنفرد، وهو " ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء بينهما وملء ما شئت من شيء بعد " فالقول بأن المأموم يقف بس ساكتا قول ضعيف لأنه لا يمكن يسكت المأموم إلا للاستماع لقراءة إمامه، إذًا الصواب أن الإمام والمنفرد والمأموم كل منهم يقول إيش؟ " ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد " بماذا نجيب عما استدلوا به؟ ( إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) نقول هذا في مقابل قول الإمام سمع الله لمن حمده.