قال المؤلف :" ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه ويفرق ركبتيه ويقول :( سبحان ربي الأعلى ) " حفظ
الشيخ : قال " ويُجافي عضديه عن جنبيه " يعني يبعدها ومحل ذلك ما لم يؤذ جاره، فإن كان في الصف وإذا جافى عضديه ءاذى الذي على جنبه فلا يفعل، لأنه لا يمكن أن يُفعل محرّم لتحصيل سنّة " ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه " يجافي البطن عن الفخذين يرفعه ولا يجعل بطنه على فخذيه، ولا يمتدّ كما يفعل بعض الناس، بعض الناس يعني مشكل فهم النصوص، بعض الناس في السجود يمتد حتى تقول هل هذا منبطح وإلا ساجد، نعم، هذا غلط غير صحيح، أولا إن هذا خلاف السّنّة لا شك في هذا والرسول قال ( اعتدلوا في السجود ) وهذا خلاف الاعتدال.
ثانيا أنه سيشق على الرجل مشقة شديدة لأنه سيكون اتكاء الجسم كله على الوجه واليدين يتعب ولا يستطيع أن يُطيل السجود فالمهم أن هذا فهم خاطئ من بعض الناس.
" وبطنه عن فخذيه ويفرق ركبتيه " يعني لا يضمهما وأفاد المؤلف بقولهخ " ويفرق ركبتيه " إن أردنا أن نحمّل عبارته أنه لا يفرّق قدميه، ماذا يصنع بقدميه؟
السائل : ... .
الشيخ : يضُمّ بعضهما إلى بعض وهذا ظاهر كلام المؤلف حيث خَصّ التفريق بالركبتين والقول بأنه يفرق بين القدمين ليس عليه دليل، فإن قال قائل والقول بأنه يضم الرجل إلى الأخرى ليس عليه دليل، نقول نعم إذا لم يكن دليل لا على هذا ولا على هذا فضعهما على طبيعتهما لأن كل شيء لا دليل عليه في الصلاة يرجع الإنسان إلى.
السائل : ... .
الشيخ : إلى الطبيعة ولكن نقول هذا فيه دليل أنه يضم إحدى الرجلين إلى الأخرى أولا أن بن خزيمة رواه صريحا في صحيحه وإن كان بعض العلماء تكلم في هذا الحديث، ثانيا أنه ثبت في صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنها افتقدت النبي عليه الصلاة والسلام فقامت يعني تلتمسه فوقعت يدها على قدميه منصوبتين ومعلوم أن اليد لا يُمكن أن تقع على القدمين جميعا إلا وهما قد ضُمّ بعضهما إلى بعض فالصواب أن القدمين يُضم بعضهما إلى بعض وأما من قال يُفرّق ويجعل بينهما نحو شبر أو نحو ذلك فهذا لا دليل عليه.
قال " ويقول سبحان ربي الأعلى " في سجوده، يقول سبحان ربي الأعلى وسبق معنى التسبيح وهو.
السائل : تنزيه.
الشيخ : تنزيه الله عز وجل وتأمّل حكمة الشريعة، الله أكبر! في الركوع يقول سبحان ربي العظيم لأن هذا يناسب الهيئة هيئة الركوع لأنها تعظيم، في السجود يقول سبحان ربي الأعلى لأنه يناسب الهيئة أيضا لأن وضع جبهتك على الأرض سفول ونزول، أنت الأن أنزلت وجهك الذي كان في أعلى جسمك حتى وضعته على الأرض، ثم هو أيضا نزول معنوي فإن هذا ذلّ عظيم أن تضع جبهتك أشرف ما في جسمك على الأرض تعظيما لمن تسجد له وعلى هذا فنقول إن الذّكر المناسب سبحان ربي الأعلى وتذْكر أيضا علو الرب عزّ وجلّ الذي فيه تنزيه الله عن السفول جلّ وعلا ولهذا كان الصّحابة في السّفر إذا علوا نشزا إيش يقولون؟
السائل : ... .
الشيخ : كبّروا وإذا نزلوا سبّحوا، سبحان الله لأن الإنسان إذا علا نشز ربما تعلو نفسه ويرى نفسه أنه ارتفع فيذكر كبرياء الله عزّ وجلّ فيقول الله أكبر، إذا نزل ... نفسه إنه انخفض وسفل فيذكر علو الرب عز وجل فيقول سبحان الله ينزهه عن النزول واعلم أنك إذا سجدت فإنك أقرب ما تكون إلى الله عزّ وجلّ أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وذلك لتمام ذلّه لربه عزّ وجلّ ومن تواضع لله رفعه ولم يقل المؤلف يقول سبحان ربي العظيم أو سبحان ربي الأعلى ثلاثا لكن هو ورد ثلاثا، قال العلماء والإمام لا يزيد على عشر لئلا يُثقل على المأمومين أما المنفرد فليفعل ما شاء وأما المأموم فهو تبع لإمامه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرأن راكعا أو ساجدا ) نهاه الله أن يقرأ القرأن راكعا أو ساجدا، -نمت يا أحمد؟ إلا، وش إلي ... ؟ -.
السائل : ... .
الشيخ : وش إلي ... .
السائل : ... .
الشيخ : الجمعة؟
السائل : ليلة ... .
الشيخ : ليلة الجمعة، طيب، وماذا قلنا؟
السائل : السجود.
الشيخ : المهم انتبه انتبه، طيب.
أقول نُهِي الإنسان أن يقرأ القرأن راكعا أو ساجدا لأن هذه الهيئة لا تليق بعظمة القرأن وإن كان تعظيما لله عز وجل وخضوعا له لكن القرأن له شرف عظيم فلو قرأ الإنسان وهو راكع أو ساجد هل تبطل صلاته؟ قال الظاهرية تبطل الصلاة لأنه قال قولا منهيا عنه والأصل أن الإنسان إذا فعل في العبادة فعلا منهيا عنه أنها تبطل لأنه منهي عنه بخصوصه كما لو تكلّم بطلت صلاته فهذا إذا قرأ القرأن في الركوع والسجود فإنها تبطل صلاته وقولهم لا شك أنه له وجاهة لأن قل لهذا الذي قرأ وهو راكع أو ساجد هل هو عاص لله ورسوله أو لا؟
السائل : ... .
الشيخ : الجواب؟
السائل : عاص.
الشيخ : هو عاص لله ورسوله فتبطل الصلاة لكن الصّحيح أنها لا تبطل لأن النهي هنا عن القراءة ليس لذات القرأن لكن لأنه يقرأ في محل لا يُناسب ثم إن القرأن ذكر مشروع في الجملة في الصلاة ليس كلام آدميّين فالصحيح رأي الجمهور أنها لا تبطل.