قال المؤلف :" ويقول :( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ... " حفظ
الشيخ : ويقول " التحيات لله والصلوات والطيبات " التحيات معناها جميع التعظيمات، جميع التعظيمات لله عزّ وجلّ، وانظر إلى الجمع وأل، " ءال " تفيد العموم والجمع يُفيد العموم أي جميع التعظيمات المطلقة العظيمة لا يستحقها إلا الله عزّ وجلّ " والصلوات " نص عليها لأن الإنسان يذكر الله تعالى بها في الصلاة وما المراد بالصلوات؟ المراد بالصلوات المفروضة والنافلة كلها لله ولا يجوز أن تُصرف إلا لله عزّ وجلّ، " والطيبات " الطيبات تشمل جهتين، من جهة الخالق عز وجل ومن جهة المخلوق، أما من جهة الخالق فمعناها أن جميع الأوصاف الطيبة والأفعال الطيبة لمن؟ لله ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله طيب ) ، من جهة فعل المخلوق أن الله تعالى لا يقبل إلا الطيب، الطيبات من الأعمال، والطيبات من الأعمال ما وافق الشريعة وما خالف الشريعة فليس بطيب، إذًا الطيبات لها معنيان الطيبات من جهة الخالق والطيبات من جهة المخلوق، فالله تعالى موصوف بالطيب، أفعاله طيبة، أقواله طيبة، أحكامه الشرعية طيبة، أحكامه الكونية طيبة، كل ما صدر منه جل وعلا فهو طيب، كذلك أيضا بالنسبة لفعل العبد ليس لله إلا الطيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، لا من الأعمال ولا من الأموال ولا غيرها لقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ( إن الله طيب، لا يقبل إلا طيبا ) .
" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " السلام عليك هذا دعاء أو خبر؟
السائل : دعاء.
الشيخ : نعم، دعاء وإلا خبر؟
السائل : دعاء.
الشيخ : دعاء، نعم، دعاء، تسأل الله تعالى أن يجعل السلام على نبيه عليه الصلاة والسلام وما هو السلام؟ السلام من كل ءافة، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واضح أن ندعو له بالسلامة من كل ءافة وهل بعد مماته يمكن أن تلحقه ءافة حتى ندعو له بالسلامة؟ الجواب نعم، يُمكن، يُمكن أن يسطو عدو فاجر على قبره فيستولي على جثته كما حاول ذلك بعض الملحدين والمنافقين، أيضا سلام أعَمّ مما يُتصوّر وهو سلامة شرعه، فالسلام عليك يشمل سلامته ببدنه عليه الصلاة والسلام وسلامة شرعه ولهذا نقول في قوله تعالى (( إن شانئك هو الأبتر )) إن مبغضك هو الأبتر ومبغض دينك هو الأبتر، إذًا السلام عليك أيها النبي -انتبه يا أخي، أنت كل يوم تصليها- السلام عليك أيها النبي على ذاته وعلى إيش؟
السائل : شرعه.
الشيخ : وعلى شرعه " أيها النبي " أي يا أيها النبي والمراد بالنبوة هنا ما يشمل الرسالة وقوله " عليك " فيه إشكال وهو وجود كاف الخطاب، وكاف الخطاب مخاطبة للآدمي وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) فما الجواب عن هذه الشبهة؟ الجواب أن الذي يقول في صلاته السلام عليك أيها النبي لا يريد أن هذا كخطابه فيما لو مر به، أليس كذلك؟
السائل : بلى.
الشيخ : الأن حتى الذين يُصلون وراء النبي صلى الله عليه وسلم لا يعتقدون أن قولهم السلام عليك أيها النبي كقولهم السلام عليك يا رسول الله إذا مرّوا به، ولذلك لا يترقبون من الرسول صلى الله عليه وسلم إجابة ولا هم يجهرون بها حتى يسمع فإذا قال قائل إذًا ما الفائدة؟ لماذا لا نقول السلام على النبي؟ قلنا الفائدة قوة استحضار الإنسان لمن يدعو له كأنه أمامه يُخاطبه وليس كالخطاب المعتاد، انتبه، أفهمتم الأن؟ وإلا هذه فيها إشكال أن تخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تصلي والصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس فنقول الجواب أن هذا ليس كالخطاب المعتاد الذي يقوله الإنسان حين يمر بالرسول صلى الله عليه وسلم ولكن هذا لقوة استحضاره، كأنه أمامك فيقول السلام عليك أيها النبي ومن المعلوم أنك إذا قلت السلام عليك أيها النبي بمجرد ما تلفظ بها تبلغ الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، من يُبلغها؟ الملائكة، تبلغها إياه بأبي هو وأمي، طيب.
من أجل ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه " كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي السلام عليك أيها النبي فلما مات كنا نقول السلام على النبي " فهل نحن نقول كما قال ابن مسعود؟ لا هذا اجتهاد من ابن مسعود لكنه ليس بصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعلّم أمته التشهّد ولم يقل تشهّدوا بهذا مادمت حيا فإذا مت فقولوا السلام على النبي ولأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو أفقه من ابن مسعود وأعلم من ابن مسعود حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه ( إن يكن فيكم محدّثون فعمر ) قال على منبر النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه مالك في موطّئه بإسناد من أصح الأسانيد قال وهو يعلم الناس التشهّد " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم قالها على ملأ من الصّحابة ولم يقم واحد منهم فيقول يا أمير المؤمنين كنا نقول كذا وكذا فلذلك كان الصواب ما عليه عامة الأمة أن تقول السلام عليك أيها النبي، ومن المعلوم أن الناس في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يقولون السلام عليك أيها النبي وهم في بلاد أخرى لا يسمعها الرسول ولا يتوقع أن يسمعها وكذلك من في مسجده الصفوف المؤخّرة وأطراف الصفوف لا يقصدون بهذا أن الرسول يسمعه حتى نقول إن المخاطب الأن في الأرض مدفون ولكن بهذا وأمثاله مما يقع من فقهاء المسلمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم يتبيّن لك قصور الإنسان وأن الإنسان مهما أوتي من العلم والفقه فإنه قاصر وفوق كل ذي علم عليم إلى أن ينتهي إلى من.
السائل : الله.
الشيخ : إلى عالم الغيب والشهادة عز وجلّ وكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانتهى الوقت وإلى غد إن شاء الله، يا سليم؟
السائل : نعم.
الشيخ : انتهى الوقت جزاك الله خير.
السائل : ... .
سائل آخر : أما بعد فقال المصنف رحمه الله تعالى " ثم يقول اللهم صل على محمّد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى ءال محمد كما على باركت على ءال إبراهيم إنك حميد مجيد ويستعيذ من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال ويدعو بما ورد " .
الشيخ : بس.