تتمة شرح قول المؤلف :" ... كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )" حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم
ذكر المؤلف بقية التشهد عند قوله : اللهم صل على محمد وعلى أل محمد كما صليت على إبراهيم، وذكرنا الإشكال الذي أورده بعض العلماء على قوله كما صليت على إبراهيم، وذكرنا فيه جوابين أصحهما أن الكاف.
السائل : ... .
الشيخ : للتعليل وإذا كانت للتعليل كانت من باب التوسّل إلى الله تعالى بأفعاله السابقة إلى أفعاله اللاحقة المطوبة يعني كأنه يقول إنه يا ربنا أنت صاحب الكرم والجود تكرّمت على إبراهيم وأله وصليت عليهم وباركت عليهم فصل وبارك على محمد وأله، وإبراهيم هو الخليل خليل الرحمان عليه الصلاة والسلام تنازع فيه اليهود والنصارى والمسلمون فلمن حكَمَ الله؟
السائل : للمسلمين.
الشيخ : حكَم الله للمسلمين فقال جل وعلا : (( ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين )) .
( إنك حميد مجيد ) حميد فعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول، بمعنى فاعل لأنه عز وجل يحمد من يستحق الحمد من المؤمنين المتقين وبمعنى محمود لأنه سبحانه وتعالى محمود، محمود على إفضاله، على إنعامه، على كمال صفاته ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه ما يسرّه قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه خلاف ذلك قال الحمد لله على كل حال ) والعبارة المشهورة عند بعض الناس : " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " هذه منكرة لأن قائلها يُنبئ تماماً على عدم رضاه بقضاء الله وأنه كاره له ولكن الله يُحمد عليه وخير الهدي هدي من؟
السائل : ... .
الشيخ : هدي محمد صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وقد كان يقول إذا أتاه ما يسوؤه : ( الحمد لله على كل حال ) إذاً حميد بمعنى حامد وبمعنى محمود، يقول حسان بن ثابت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم : " وشق له من اسمه ليُجلّه فذو العرش محمود وهذا محمد " .
نعم، أما مجيد فهي بمعنى اسم الفاعل أي ذو مجد عظيم والمجد صفات العظَمة اقرأ : (( والسماء ذات البروج )) تجد أن في ءاياتها ذكر المجد والعظمة لله عز وجل لإذلال من يكونون كالذين عذبوا أصحاب الأخدود.
( وبارك على محمد وعلى أل محمد ) يعني أنزل البركة فيهم والبركة كثرة الخيرات وسعته وثباته ودوامه لأنها مشتقة من البِركة وهي حوض كبير يجتمع فيه الماء فالمراد بالبركات كثرة الخيرات وثبوتها ودوامها ( على محمد وعلى أل محمد ) وسبق تفسيرها ( كما باركت على أل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .