قال المؤلف :" فصل: أركانها القيام " حفظ
الشيخ : أركانها القيام إلى ءاخره، الأركان جمع ركن والركن جانب الشيء الأقوى ولذلك نسمّي الزاوية في الغرفة نسمّيها ركنا لأن أقوى ما في الجدار هو الزاوية لأن كل من الجهتين معتمدة على الأخرى فتكون أقوى أما في الاصطلاح فالركن ما لا تتم العبادة إلى به لا يسقط عمدا ولا سهوا ولا جهلاً هذا الركن، أولاً القيام، القيام لكن لا بد من شرط وهو القدرة عليه ودليل ذلك عموم قول الله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقوله : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) وخصوص قول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لعمران بن حُصين ( صلي قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) إذًا شرط القدرة في كل عبادة لكنه يسقط القيام، يسقط بالعجز عنه كما سمعتم ويسقط في النافلة، النافلة يجوز أن يُصلّيَها الإنسان قائمًا وقاعدًا لكن أجر القاعد نصف أجر القائم، صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تهجده في الليل قائمًا فلما أسن صار يصلي أول الركعة جالسا فإذا قارب الركوع قام وركع ويستثنى من ذلك أيضا المأموم القادر على القيام خلف الإمام العاجز عن القيام فهذا يصلي قاعدا تبعا لإمامه لقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم : ( إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا ) ولأنه نفسه صلوات الله وسلامه عليه طبّق هذا فقد صلى في بيته وهو شاكي وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فجلسوا ثم قال لهم إنما جُعِل الإمام ليؤتم به لكن يُستثنى من ذلك من سقوط القيام عن المأموم خلف الإمام القاعد يُستثنى من ذلك على ما قاله الفقهاء أن يكون هذا الإمام إمام الحي يعني إمام المسجد فلو اجتمع خمسة وأقرأهم عاجز عن القيام في غير إمام المسجد فهل يصلي بهم؟ عند الفقهاء لا، والصحيح أنه لا يُشترط هذا، إن الإمام إذا صلى قاعدا صلوا قعودا أجمعين سواء كان إمام الحي أو غير إمام الحي لأن إضافة شرط إلى ما أطلقه الشرع يحتاج إلى دليل، طيب، استثنى الفقهاء رحمهم الله أن يكون الإمام الجالس مرجو زوال العلة يعني يُرجى أن تزول علّته فإن كان شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يقوم فإنها لا تصح الصلاة خلفه أما لو أصيب بركبته لصدمة أصابته وصار يصلي قاعدا فإنه يصلى خلفه قاعدا ولكن أيضا ما قالوه في المرجو زوال علته لا دليل عليه لأن الحديث عام ( إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا ) فإذا قالوا إذا قلتم بذلك يلزم أن يكون هؤلاء الجماعة الذين يصلون خلف هذا الإمام يصلون جميع الفروض إيش؟ قعودا في كل وقت قلنا وليكن مادام كلام الرسول عليه الصلاة والسلام عام فلازم الحق حق.