تتمة شرح قول المصنف : " وصريحه وقفت وحبست وسبلت ". حفظ
الشيخ : وعلى هذا فنقول القاعدة الصريح من كل شيء ما لا يحتمل غيره عرفا وإلا لغة؟ وإلا شرعا؟
السائل : عرفا.
الشيخ : عرفا، لأن هذا كله جاء من الناس وإليهم فالعقود من الناس وبين الناس وإليهم فما دل عليه لفظ العقد عند الناس حُكِم به، طيب، صريحه؟ وقّفت وحبّست وسبّلت، طيب، وقّفت وحبّست تعود إلى الأصل وسبّلت تعود إلى المنفعة فإذا قال إنسان وقّفت هذا البيت على الفقراء فما الذي وقّفه؟ أه؟ أصل البيت، وإذا قال حبّست هذا البيت أو حبَست هذا البيت على الفقراء فالذي حبّسه أو حبَسه؟
السائل : أصل ..
الشيخ : أصل البيت وإذا قال سبّلت هذا البيت للفقراء، أه؟
السائل : المنفعة.
الشيخ : أي منفعته وتسبيله المنفعة أو تخصيصه المنفعة بالتسبيل يدُل على أن الأصل عنده محبّس فإذا كتب كاتب وقّفت بيتي على الفقراء أو قاله بلفظه وقّفت بيتي على الفقراء صار وقفا وإذا قال حبَست صار وقفا، نعم، وإذا قال سبّلت صار وقفا، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب : ( إن شئت حبّست أصلها وتصدّقت بثمرها ) (إن شئت حبّست أصلها ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( أما خالد فإنكم تظلمون خالدا فقد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله ) احتبس فدل هذا على أن الحبس أو التحبيس يُسمّى، نعم، وقف، على أن الحبس أو التحبيس وقف، طيب، التسبيل ما يدل على الوقفية باعتبار اللازم فإن من لازم تسبيل المنفعة ألا يُسبّل الأصل ويكون الأصل حبيسا، طيب، هل يُشترط اجتماع هذه الكلمات؟ نعم؟ لا، لا يشترط، إذا قال كلمة واحدة منها صار وقفا، طيب.