شرح قول المؤلف : " ثم ولد بنيه دون بناته ". حفظ
الشيخ : " ثم ولد بنيه يعني دون بناته " .
السائل : ... .
الشيخ : هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : فهو لولده الذكور والإناث بالسوية ثم ولد بنيه دون بناته، واضح؟
السائل : واضح.
الشيخ : طيب، قال هذا وقف على ولدي وله عشرة من الولد خمس إناث وخمسة ذكور يُقسم الوقف على العشرة كلهم، أه؟ بالسوية، طيب، هؤلاء العشرة لهم أبناء وبنات، مات العشرة كلهم لمن يرجع الوقف؟ قال المؤلف ثم ولد بنيه إذًا يكون الوقف لأولاد الأبناء سواء كان أولاد الأبناء ذكورا أم إناثا، دون بناته يعني دون ولد بناته فأولاد البنات لا شيء لهم مع أولاد أخوالهم، أنتم معنا؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، أه؟
السائل : نعم.
الشيخ : علّلت؟ طيب، ثم ولد بنيه دون بناته، انتبهوا يا جماعة، الأن الوقف ولده يقول هو لولده ثم ولد بنيه مع أن العبارة لولده ما فيها ترتيب والمؤلف حكَم بأنها على الترتيب، كيف هذا؟ نقول نعم، لأن ولد مفرد مضاف يعمّ، يعُمّ أولاده لصله وأولاد أبنائه كما هو الأمر كذلك في قوله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادهم )) فإن أولاد البنين لا يستحقون مع وجود الأبناء يعني في الأية أيضا على الترتيب، في الأية على الترتيب فنجعل الوقف أيضا على الترتيب وإن لم يكن فيه ثم، على الترتيب، طيب، أقول في المثال عشرة أولاد خمس بنات وخمسة ذكور مادام هؤلاء العشرة موجودين فالوقف بينهم بالسوية فإذا مات فالوقف لأولاد البنين دون أولاد البنات، أولاد البنات ليس لهم شيء ليش؟ لأن أولاد البنات لا يُنسبون إلى الواقف والواقف يقول أولادي واولاد بناته ليسوا أولادا له، صح؟ ولهذا لم يدخلوا في قوله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم )) بإجماع المسلمين يعني بالإجماع أن أولاد البنات لا يدخلون في عموم قوله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم )) فالشرع يدل على أن أولاد البنات لا يدخلون في مسمى الأولاد والواقف ماذا قال؟ ماذا قال الواقف يا جماعة؟
السائل : أولادي.
الشيخ : قال وقف على أولادي، تحتاج نحط سبورة هنا عشان نكتب وقف على أولادي وإلا ما يحتاج؟ طيب، وقف على أولادي، نقول أولاد البنات لا يدخلون في الأولاد بدلالة الشرع ودلالة العرف أما دلالة الشرع فلأن قوله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم )) لا يتناول أولاد البنات بالإجماع أليس كذلك؟ إذًا فالشرع أخرج أولاد البنات من مسمّى الأولاد وأما في العرف فقد قال الشاعر " بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد " أعيد البيت مرة ثانية :
" بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد " .
الثالثة : " بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد " .
طيب، الشاعر يقول : " بنونا بنو أبنائنا بنونا " هذا فيه تقديم وتأخير في المبتدأ والخبر بنونا خبر مقدّم وبنو أبناءنا مبتدأ مؤخّر لأن المقصود إلحاق بني الأبناء بالأبناء لا العكس وبناتنا، أه؟ بنوهن أبناء الرجال الأباعد، مثل واحد فلان ابن فلان من بني تميم زوّج ابنته فلان ابن فلان من هذيل، أبناء بنته تميميون وإلا هذليون؟
السائل : هذليون.
الشيخ : إذًا بعيد، بنوهن أبناء الرجال الأباعد، كيف يدخلون؟ عرفتم يا جماعة؟
السائل : نعم.
الشيخ : إذًا يدخل أولاد الأبناء ولا يدخل أولاد البنات بمقتضى دلالة الشرع ودلالة العرف ثم إن إدخال أبناء البنات قد يولّد إشكالات كثيرة إذا صار الإنسان عنده خمس بنات كل واحدة أخذت زوج وجابت منه ثلاثة أولاد ومات عنها ثم أخذت ءاخر فجاءت بأربعة أولاد ومات عنها ثم أخذت ثالث وجابت خمسة أولاد ومات عنها ثم رابع وجابت ستة أولاد ومات عنها، ستة وخمسة.
السائل : إحدى عشر.
الشيخ : إحدى عشر وأربعة خمسة عشر وثلاثة ثمانية عشر ولدا من بنت واحدة ويُمكن الأولاد هذولا بعد يأتي لهم أولاد تكثر المسألة وتشُقّ ويتنازعون والشرع يحول دون النزاع بكل صوره وأشكاله وهذا القول هو القول الراجح أن أولاد البنات لا يدخلون في مسمّى الأولاد لكن لو وُجِدت قرينة تدل على أن أولاد البنات يُراد إدخالهم مثل أن قال هذا وقف على أولادي وليس له إلا بنات فهنا القرينة تدُل على أنه أراد أولاد البنات يعني أراد البنات فإذا متن فلأولادهن ليش؟ لأنه ما عنده ذكور أو قال هذا وقف على أولادي ومن مات عن ولد فنصيبه لولده، أه؟ يدخلون؟
السائل : نعم.
الشيخ : يدخلون أو قال هذا وقف على أولادي فلان وفلان وفلانة وفلان ثم أولادهم.
السائل : ... .
الشيخ : يدخلون وإلا لا؟ ليش؟ لأنه نص على الإناث فإذًا عندنا ثلاثة قرائن إذا وُجِدت القرينة تدل على أن الواقف أراد دخول أولاد البنات حكمنا بدخولهم وذكرنا لذلك ثلاث صور، الصورة الأولى إذا قال على أولادي وليس له إلا بنات فإن أولادهن يدخلون، إذا قال على أولادي ومن مات عن ولد فنصيبه لولده فإن أولاد البنات يدخلون، إذا قال على أولادي فلان وفلان وفلانة وفلانة ثم على أولادهم فإنهم يدخلون للنص على البنات، طيب، فإذا قال قائل قولكم إن أولاد البنات لا يدخلون نُخالف الكتاب والسنّة، ... تفضل ويش الكتاب؟ قال عيسى بن مريم نسبه الله.
السائل : إلى أمه.
الشيخ : هاه؟
السائل : إلى أمه.
الشيخ : إلى أمه ثم جعله من ذرية إبراهيم وإلا لا؟ ما هو من ذرية إبراهيم (( ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس )) فنسبه إلى إبراهيم وهو ابن بنت.