شرح قول المؤلف : " فصل : من مرضه غير مخوف كوجع ضرس وعين وصداع فتصرفه لازم كالصحيح ولو مات منه ". حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف : " فصل في تصرفات المريض " الأمراض ثلاثة أقسام، مرض مخوف ومرض غير مخوف ومرض ممتد، هذه ثلاثة أقسام، المرض المخوف هو الذي إذا مات به الإنسان لم يُعد نادرا يعني أنه لا يُستغرب أن يموت به الإنسان، هذا المرض المخوف وقيل المرض المخوف ما يغلب على الظن موته به وهذا قريب من الأول لأنهم إذا كان يغلب على الظن أن يموت به ثم مات، يُستغرب وإلا لا؟
السائل : لا يُستغرب.
الشيخ : لا يستغرب وغير المخوف بعكسه هو الذي لو مات به الإنسان لقيل سبحان الله كيف يموت من هذا المرض، هذه ليس هناك عادة بموت الإنسان بهذا المرض وإن شئت فقل هو الذي إيش؟
السائل : لا يغلب.
الشيخ : لا يغلب على الظن موته به، الأمراض الممتدة هي الأمراض التي تطول مدتها وسيأتي إن شاء الله في كلام المؤلف مثل السل، أمراض السل جُذام، هذه أمراض يعني تدوم مع الإنسان تأخذ سنة سنتين أو أكثر، هذه لها حكم، يقول المؤلف رحمه الله من مرضه غير مخوف وهو الذي لا يتوقع منه الموت، هذا المرض المخوف الذي لا يُتوقع منه الموت ولا يغلب على الظن كوجع ضرس، وجع الضرس في الغالب ليس بمخوف لأن كثيرا من الناس توجعهم أضراسهم وربما يسهرون الليالي منها ولكنه لا يخاف الموت ولا يتوقع الموت كذلك وجع عين، وجع العين ليس مرضا مخوفا وإن كان مؤلما لأنه لم تجري العادة إيش؟ بالموت به وصداع يسير، الصداع وجع الرأس فإن كان شديدا فإنه مخوف وإن كان يسيرا فإنه غير مخوف، قال فتصرّفه لازم كالصحيح، قوله فتصرّفها الجملة هذه خبر مَن وإلا جواب مَن؟ إن جعلنا من اسما موصولا فالجملة خبر إن جعلناها شرطية.
السائل : جواب.
الشيخ : فالجملة جواب فتصرّف هذا المريض لازم كالصحيح يعني كالذي ليس بمريض لازم يعني نافذ وثابت كتصرّف الصحيح ولو مات من هذا المرض وذلك لأن هذا المرض لا يُتوقع منه الموت والإنسان فيه يرجو الحياة، مثال ذلك رجل يوجعه ضرسه فأوقف جميع ماله أو تصدّق بجميع ماله، ما حكم هذا الوقف أو الصدقة؟
السائل : نعم صحيح.
الشيخ : صحيح حتى لو مات فهو صحيح لأن هذا المرض لا يُتوقع منه الموت ولا يخاف منه الموت كذلك إنسان معه صداع يسير إذا كان الضحى مثلا وأبطأ عن شرب الشاهي، أحس بالألم وإذا شرب له كم من فنجان زال عنه الألم، في حال وجع الرأس تصدق بجميع ماله، ما تقولون في هذه الصدقة؟
السائل : نافذة.
الشيخ : نافذة، حتى لو فُرِض أنه مات من هذا المرض فإن التصرّف نافذ لأن هذا المرض لا يؤثر فهو كقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( خير الصدقة أن تصدّق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر ) الشاهد من قوله ( تأمل البقاء ) والإنسان في هذه الأمراض اليسيرة يأمل البقاء وإلا لا؟
السائل : ... .
الشيخ : يأمل البقاء ولا يدور في نفسه أنه سيموت منها.