شرح قول المؤلف : " وأول فالج وآخر سل والحمى المطبقة والربع ". حفظ
الشيخ : الأن نمشي عليه قال المؤلف رحمه الله في بيان تعداد الأمراض المخوفة قال : " وأول فالج " الفالج هو الخدورة التي تصيب بعض البدن وهي أنواع قد تكون في عضو من الأعضاء وقد تكون في شق البدن كله وقد تكون في البدن كله وتُسمّى في عرف المتأخّرين الجلطة أو الشلل هذا يقول المؤلف إن كان في أوله فهو مخوف وإن كان في ءاخره فليس بمخوف وهذا واضح لأن الفالج أول ما يصيب الإنسان يُخشى أن ينتقل بسرعة إلى بقية البدن فيهلِك فإذا ثبت في مكان ما صار غير مخوف لا بالنسبة للمريض ولا بالنسبة لمن حوله من الناس يقول هذا الأن خلاص ثبت في هذا المكان واستقر فلا يُخشى أن ينتشر في البدن ولكن مع هذا ربما نجعله من الأمراض الممتدة كما سيأتي وءاخر سل، السل مرض معروف يكون في الرئة تتخرّق منه الرئة ويضعف به البدن وعلى طول المدة يموت والسل في أوله ليس بمخوف لأن صاحبه لا يلزم الفراش ولا يتأثّر بشيء أما في ءاخره إذا أنهكه حتى أكل لحمه ولم يبقى عليه إلا الجلد على العظم فحينئذ يكون مخوفا وهذا من الأمراض التي يسّر الله للناس الأن الحصول على دوائها فأصبح السل في عهدنا ليس بمخوف لأنهم يُعالجونه ويقضون عليه نهائيا ويبرأ الإنسان منه بُرئا تاما حتى إنهم أحيانا يقطعون بعض الرئة ولا يتأثّر المريض ويسلم من المرض نهائيا.
قال المؤلف : " وأول فالج وءاخر سل والحمى المُطبقة والرِبع " الحمى هي الحرارة وهي من فيح جهنم، الحرارة تنقسم إلى قسمين، حرارة مطبقة يعني دائمة يكون المريض دائما في حرارة، الربع هي الحمى التي تأتي في اليوم الرابع لكنها إذا أتت أنهكت المريض كل يوم رابع تأتي فهذه الحمى الشديدة المطبقة أو الحمى الشديدة التي تكون في اليوم الرابع كلها من الامراض المخوفة أما الحمى اليسيرة فإنها لا تضُر وليست من المرض المخوف.
قال : " والحمى المطبقة والربع " .