وسنذكر من رواياتهم على الجهة التي ذكرنا عددا يستدل بها على أكثر منها إن شاء الله تعالى فمن ذلك أن أيوب السختياني وابن المبارك ووكيعا وابن نمير وجماعة غيرهم رووا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله ولحرمه بأطيب ما أجد فروى هذه الرواية بعينها الليث بن سعد وداود العطار وحميد بن الأسود ووهيب بن خالد وأبو أسامة عن هشام قال أخبرني عثمان بن عروة عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وأنا حائض فرواها بعينها مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى الزهري وصالح بن أبي حسان عن أبي سلمة عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم فقال يحيى بن أبي كثير في هذا الخبر في القبلة أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن عروة أخبره أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم وروى بن عيينة وغيره عن عمرو بن دينار عن جابر قال أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ونهانا عن لحوم الحمر فرواه حماد بن زيد عن عمرو عن محمد بن علي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا النحو في الروايات كثير يكثر تعداده وفيما ذكرنا منها كفاية لذوي الفهم فإذا كانت العلة عند من وصفنا قوله من قبل في فساد الحديث وتوهينه إذا لم يعلم أن الراوي قد سمع ممن روى عنه شيئا إمكان الإرسال فيه لزمه ترك الاحتجاج في قياد قوله برواية من يعلم أنه قد سمع ممن روى عنه إلا في نفس الخبر الذي فيه ذكر السماع لما بينا من قبل عن الأئمة الذين نقلوا الأخبار أنهم كانت لهم تارات يرسلون فيها الحديث إرسالا ولا يذكرون من سمعوه منه وتارة ينشطون فيها فيسندون الخبر على هيئة ما سمعوا فيخبرون بالنزول فيه إن نزلوا وبالصعود إن صعدوا كما شرحنا ذلك عنهم وما علمنا أحدا من أئمة السلف ممن يستعمل الأخبار ويتفقد صحة الأسانيد وسقمها مثل أيوب السختياني وابن عون ومالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومن بعدهم من أهل الحديث فتشوا عن موضع السماع في الأسانيد كما ادعاه الذي وصفنا قوله من قبل وإنما كان تفقد من تفقد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم إذا كان الراوي ممن عرف بالتدليس في الحديث وشهر به فحينئذ يبحثون عن سماعه في روايته ويتفقدون ذلك منه كي تنزاح عنهم علة التدليس فمن ابتغى ذلك من غير مدلس على الوجه الذي زعم من حكينا قوله فما سمعنا ذلك عن أحد ممن سمينا ولم نسم من الأئمة حفظ
القارئ : " وسنذكر من رواياتهم على الجهة التي ذكرنا عددا يستدل بها على أكثر منها إن شاء الله تعالى ، فمن ذلك :
أن أيوب السختياني وابن المبارك ووكيعا وابن نمير ، وجماعة غيرهم ، رووا عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله، ولحرمه بأطيب ما أجد ) فروى هذه الرواية بعينها الليث بن سعد، وداود العطار، وحميد بن الأسود، ووهيب بن خالد، وأبو أسامة، عن هشام، قال: أخبرني عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
وروى هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف، يدني إلي رأسه فأرجله وأنا حائض ) ، فرواها بعينها مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى الزهري، وصالح بن أبي حسان، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ) فقال يحيى بن أبي كثير في هذا الخبر في القبلة، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن عمر بن عبد العزيز، أخبره أن عروة أخبره، أن عائشة أخبرته ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ) ، وروى ابن عيينة، وغيره، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال : ( أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ، ونهانا عن لحوم الحمر ) ، فرواه حماد بن زيد ، عن عمرو ، عن محمد بن علي ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا النحو في الروايات كثير يكثر تعداده ، وفيما ذكرنا منها كفاية لذوي الفهم ، فإذا كانت العلة عند من وصفنا قوله من قبل في فساد الحديث وتوهينه ، إذا لم يعلم أن الراوي قد سمع ممن روى عنه شيئاً ، إمكان الإرسال فيه ، لزمه ترك الاحتجاج في قياد قوله برواية من يعلم أنه قد سمع ممن روى عنه ، إلا في نفس الخبر الذي فيه ذكر السماع ، لما بينا من قبل عن الأئمة الذين نقلوا الأخبار أنهم كانت لهم تارات يرسلون فيها الحديث إرسالاً ، ولا يذكرون من سمعوه منه ، وتارات ينشطون فيها ، فيسندون الخبر على هيئة ما سمعوا ، فيخبرون بالنزول فيه إن نزلوا ، وبالصعود إن صعدوا ، كما شرحنا ذلك عنهم ، وما علمنا أحدا من أئمة السلف ممن يستعمل الأخبار ، ويتفقد صحة الأسانيد وسقمها ، مثل أيوب السختياني وابن عون ، ومالك بن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومن بعدهم من أهل الحديث ، فتشوا عن موضع السماع في الأسانيد ، كما ادعاه الذي وصفنا قوله من قبل ، وإنما كان تفقد من تفقد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم ، إذا كان الراوي ممن عرف بالتدليس في الحديث وشهر به ، فحينئذ يبحثون عن سماعه في روايته ، ويتفقدون ذلك منه كي تنزاح عنهم علة التدليس ، فمن ابتغى ذلك من غير مدلس ، على الوجه الذي زعم من حكينا قوله ، فما سمعنا ذلك عن أحد ممن سمينا ، ولم نسم من الأئمة .. "
الشيخ : في الأخير هنا انتقل إلى شيء آخر وهو ثبوت السماع ، وكما قلت لكم إن المسألة أربعة أقسام ، فالأول : المعاصرة ، والثاني : اللقاء ، والثالث : السماع منه مطلقاً ، والرابع : سماع الحديث بعينه ، ففي الأخير تحدث عن السماع ، وفي الأول كان عن اللقي ، ولا شك أنه إذا ثبت السماع فهو أقوى مما إذا ثبت مجرد اللقي ، وإذا ثبت سماع الحديث بعينه فهو أقوى مما إذا ثبت سماعه على سبيل الإطلاق دون سماعه لهذا الحديث بعينه ، ولهذا نجد أن أكثر الحديث والحمد لله كلها فيها سمعت فلانا حدثنا فلان ، أخبرنا فلان ، والمسألة الآن إنما تكون فيما كان معنعنا ، أما ما صرح فيه بالتحديث والإخبار والسماع فهو لا إشكال فيه ، والناس متفقون عليه لكن الكلام على من عنعن هذا هو هل يحمل على الاتصال أو لا ؟ ، فمسلم يرى أنه متصل ما دامت المعاصرة ثابتة ما لم نعلم أنهم لم يتصلوا ، مثل لو كان أحدهما في المشرق والثاني في المغرب ونعلم أنهما لم يحصل اتفاق بينهما ،
والآخرون يرون أنه لا يحمل على الاتصال ، حتى يثبت أنه لاقاه ، فإذا ثبت أنه لاقاه فحينئذ نقول : إذا حدث عنه بلفظ عن فهو سمعه منه
السائل : أحسن الله إليكم إذا كان هذا شرط مسلم يقتضي ... كثير من الأحاديث المتكلم فيها في صحيحه ؟
الشيخ : هذا ينظر أو ينظر فيها ، يعني : إذا عنعن بين اثنين ثبت بينهما المعاصرة دون الملاقاة فينظر ، قد يأتي من حديث آخر مصرح فيه بالتحديث ، وقد يعرف الأئمة أنه متصل ، لها طرق ، نعم
أن أيوب السختياني وابن المبارك ووكيعا وابن نمير ، وجماعة غيرهم ، رووا عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله، ولحرمه بأطيب ما أجد ) فروى هذه الرواية بعينها الليث بن سعد، وداود العطار، وحميد بن الأسود، ووهيب بن خالد، وأبو أسامة، عن هشام، قال: أخبرني عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
وروى هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف، يدني إلي رأسه فأرجله وأنا حائض ) ، فرواها بعينها مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى الزهري، وصالح بن أبي حسان، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ) فقال يحيى بن أبي كثير في هذا الخبر في القبلة، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن عمر بن عبد العزيز، أخبره أن عروة أخبره، أن عائشة أخبرته ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ) ، وروى ابن عيينة، وغيره، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال : ( أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ، ونهانا عن لحوم الحمر ) ، فرواه حماد بن زيد ، عن عمرو ، عن محمد بن علي ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا النحو في الروايات كثير يكثر تعداده ، وفيما ذكرنا منها كفاية لذوي الفهم ، فإذا كانت العلة عند من وصفنا قوله من قبل في فساد الحديث وتوهينه ، إذا لم يعلم أن الراوي قد سمع ممن روى عنه شيئاً ، إمكان الإرسال فيه ، لزمه ترك الاحتجاج في قياد قوله برواية من يعلم أنه قد سمع ممن روى عنه ، إلا في نفس الخبر الذي فيه ذكر السماع ، لما بينا من قبل عن الأئمة الذين نقلوا الأخبار أنهم كانت لهم تارات يرسلون فيها الحديث إرسالاً ، ولا يذكرون من سمعوه منه ، وتارات ينشطون فيها ، فيسندون الخبر على هيئة ما سمعوا ، فيخبرون بالنزول فيه إن نزلوا ، وبالصعود إن صعدوا ، كما شرحنا ذلك عنهم ، وما علمنا أحدا من أئمة السلف ممن يستعمل الأخبار ، ويتفقد صحة الأسانيد وسقمها ، مثل أيوب السختياني وابن عون ، ومالك بن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومن بعدهم من أهل الحديث ، فتشوا عن موضع السماع في الأسانيد ، كما ادعاه الذي وصفنا قوله من قبل ، وإنما كان تفقد من تفقد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم ، إذا كان الراوي ممن عرف بالتدليس في الحديث وشهر به ، فحينئذ يبحثون عن سماعه في روايته ، ويتفقدون ذلك منه كي تنزاح عنهم علة التدليس ، فمن ابتغى ذلك من غير مدلس ، على الوجه الذي زعم من حكينا قوله ، فما سمعنا ذلك عن أحد ممن سمينا ، ولم نسم من الأئمة .. "
الشيخ : في الأخير هنا انتقل إلى شيء آخر وهو ثبوت السماع ، وكما قلت لكم إن المسألة أربعة أقسام ، فالأول : المعاصرة ، والثاني : اللقاء ، والثالث : السماع منه مطلقاً ، والرابع : سماع الحديث بعينه ، ففي الأخير تحدث عن السماع ، وفي الأول كان عن اللقي ، ولا شك أنه إذا ثبت السماع فهو أقوى مما إذا ثبت مجرد اللقي ، وإذا ثبت سماع الحديث بعينه فهو أقوى مما إذا ثبت سماعه على سبيل الإطلاق دون سماعه لهذا الحديث بعينه ، ولهذا نجد أن أكثر الحديث والحمد لله كلها فيها سمعت فلانا حدثنا فلان ، أخبرنا فلان ، والمسألة الآن إنما تكون فيما كان معنعنا ، أما ما صرح فيه بالتحديث والإخبار والسماع فهو لا إشكال فيه ، والناس متفقون عليه لكن الكلام على من عنعن هذا هو هل يحمل على الاتصال أو لا ؟ ، فمسلم يرى أنه متصل ما دامت المعاصرة ثابتة ما لم نعلم أنهم لم يتصلوا ، مثل لو كان أحدهما في المشرق والثاني في المغرب ونعلم أنهما لم يحصل اتفاق بينهما ،
والآخرون يرون أنه لا يحمل على الاتصال ، حتى يثبت أنه لاقاه ، فإذا ثبت أنه لاقاه فحينئذ نقول : إذا حدث عنه بلفظ عن فهو سمعه منه
السائل : أحسن الله إليكم إذا كان هذا شرط مسلم يقتضي ... كثير من الأحاديث المتكلم فيها في صحيحه ؟
الشيخ : هذا ينظر أو ينظر فيها ، يعني : إذا عنعن بين اثنين ثبت بينهما المعاصرة دون الملاقاة فينظر ، قد يأتي من حديث آخر مصرح فيه بالتحديث ، وقد يعرف الأئمة أنه متصل ، لها طرق ، نعم