فمن ذلك أن عبد الله بن يزيد الأنصاري وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد روى عن حذيفة وعن أبي مسعود الأنصاري وعن كل واحد منهما حديثا يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس في روايته عنهما ذكر السماع منهما ولا حفظنا في شيء من الروايات أن عبد الله بن يزيد شافه حذيفة وأبا مسعود بحديث قط ولا وجدنا ذكر رؤيته إياهما في رواية بعينها ولم نسمع عن أحد من أهل العلم ممن مضى ولا ممن أدركنا أنه طعن في هذين الخبرين اللذين رواهما عبد الله بن يزيد عن حذيفة وأبي مسعود بضعف فيهما بل هما وما أشبههما عند من لاقينا من أهل العلم بالحديث من صحاح الأسانيد وقويها يرون استعمال ما نقل بها والاحتجاج بما أتت من سنن وآثار وهي في زعم من حكينا قوله من قبل واهية مهملة حتى يصيب سماع الراوي عمن روى حفظ
القارئ : " فمن ذلك أنّ عبد الله بن يزيد الأنصاريّ ، وقد رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قد روى عن حذيفة ، وعن أبي مسعودٍ الأنصاريّ ، وعن كلّ واحدٍ منهما حديثًا يسنده إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وليس في روايته عنهما ذكر السّماع منهما ، ولا حفظنا في شيءٍ من الرّوايات أنّ عبد الله بن يزيد شافه حذيفة ، وأبا مسعودٍ بحديثٍ قطّ ، ولا وجدنا ذكر رؤيته إيّاهما في روايةٍ بعينها ، ولم نسمع عن أحدٍ من أهل العلم ممّن مضى ، ولا ممّن أدركنا أنّه طعن في هذين الخبرين اللّذين رواهما عبد الله بن يزيد ، عن حذيفة وأبي مسعودٍ بضعفٍ فيهما ، بل هما وما أشبههما عند من لاقينا من أهل العلم بالحديث من صحاح الأسانيد وقويّها ، يرون استعمال ما نقل بها ، والاحتجاج بما أتت من سننٍ وآثارٍ ، وهي في زعم من حكينا قوله من قبل واهيةٌ مهملةٌ ، حتّى يصيب سماع الرّاوي عمّن روى ، ولو ذهبنا نعدّد الأخبار الصّحاح عند أهل العلم ممّن يهن بزعم هذا القائل ، ونحصيها لعجزنا عن تقصّي ذكرها وإحصائها كلّها .. "
الشيخ : هذا لا ينطبق على المثال الذي ذكره ، لأن المثال الذي ذكره بين من ؟ صحابي ، والصحابي لا يمكن احتمال التدليس في حقه ، ولهذا يكون من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا روى عن حذيفة وابن مسعود وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي ، والصحابي يبعد جدًّا في حقه التدليس ، وحينئذٍ لا يرد علينا هذا المثال.