فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد :
أولًا : أن من هدي السلف الصالح الرجوع إلى أهل العلم الذين هم أهله ، والذين يظن فيهم الوصول إلى الحق ، من أين يؤخذ ؟ من رجوع الرجلين إلى عبد الله عمر رضي الله عنه ، ومن فوائده : أن الإنسان قد يقرأ القرآن وقد يحرص على طلب العلم ولكنه يضل ، كهذا الرجل معبد الجهني وزمرته ، فإنهم يقرؤون القرآن ويحرصون على العلم لكن ضلوا هذا الضلال المبين ، ويتفرع على هذه الفائدة : أنه يجب على الإنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى دائمًا الثبات على الحق ، والوصول إلى الصواب ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاة الليل بالاستفتاح المشهور ومنه : ( اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) ، ومن فوائده : جواز حلف المفتي إذا دعت الحاجة إليه أو كان في ذلك مصلحة ، وهذا مما جاء في القرآن والسنة ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحلف في ثلاثة مواضع من القرآن ، الموضع الأول قوله تعالى : (( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق )) ، الموضع الثاني قوله تعالى : (( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم )) ، الموضع الثالث قوله تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن )) وأقسم النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث ، فإذا دعت الحاجة أو كانت المصلحة في اليمين فلا بأس أن يحلف الإنسان وأما إذا لم يكن هناك مصلحة ولا دعاءُ حاجة فالأفضل كف لسانه عن اليمين ، ومن فوائد هذا الحديث : أن ابن عمر رضي الله عنهما يرى أن المكذب بالقدر كافر لا تقبل منه النفقة ، حيث قال : لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الله سبحانه وتعالى أعطى الملائكة قدرة على أن يتحوّلوا من صورتهم الأولى إلى صورة ثانية ، وهل هذا باختيارهم أو بأمر الله ؟ يحتمل ، الله أعلم ، يحتمل هذا وهذا ، لكن هم يمكن أن يتحولوا من صورتهم الأولى إلى صورة ثانية ،
ومن فوائد هذا الحديث : حسن الأدب مع المعلّم والمفتي ، لقوله : أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وهذا من حسن الأدب ، والتهيؤ لما يلقى إليه ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان يجوز له أن يمثّل حال شخصٍ آخر ، لأن جبريل عليه الصلاة والسلام مثّل نفسه بصورة هذا الرجل ، وقال : يا محمد ، والعادة أن الخطاب بيا محمد يكون لمن ؟ للأعراب ولكن هل هذا مقيّد بما أذن الله فيه كهذا الحديث مثلًا ، وكقصة الثلاثة الأبرص والأقرع والأعمى ، فإن الملك جاءهم بصورة إنسان مصاب بما أصيبوا به ، وإنسان فقير ، ويقول : إنه ابن سبيل ، وأنه انقطعت به الحبال ، مع أن الأمر ليس كذلك ، لكن الله سبحانه وتعالى أذن بهذا ، فهل لنا أن نفعل مثل ذلك ؟ هذا موضع اجتهاد ، فمن الناس من قال : إذا كان الله أذن له فإن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء وبعضهم يقول : هذا لا يجوز لأن الرجل الذي يقول : أنا ابن سبيل ، أنا فقير وما أشبه ذلك ليس هو كذلك ، على كل حال هذا موضع اختلف فيه المعاصرون الآن ، فمنهم من قال بالجواز ومنهم من قال بالمنع ، ومن فوائد هذا الحديث : جواز سؤال الإنسان عن شيء يعلمه لمصلحة غيره ، من أين يؤخذ ؟ سؤال جبريل وهو يعلم ، ولهذا يصدقه ، يقول :صدقت لكن لمصلحة الغير ، ويتفرع على هذه الفائدة : أنه ينبغي للإنسان إذا كان هناك مسألة مشكلة على الناس يتعاملون فيها أو ما أشبه ذلك وهو يعلم الحكم ينبغي له أن يسأل وإن كان يعلم من أجل أن يفيد غيره ويكون هو المعلم ، ومن فوائد الحديث : أن المتسبب كالمباشر يعني العمل بالسبب وأن السبب كالمباشرة ، وجه ذلك : أن السبب في إعلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان والساعة وأشراطها هو جبريل عليه السلام ، وقد قال : أتاكم يعلمكم دينكم ، فيؤخذ منه أن السبب كالمباشرة ، وهذا معروف عند الفقهاء ، وأنه إذا اجتمع متسبب ومباشر فقد قالوا بالتفصيل : إذا كان يمكن إحالة الضمان على المباشر فالضمان على المباشر ، ما لم تكن المباشرة مبنية على السبب فيكون الضمان على المتسبب ، وإذا كان لا يمكن إحالة الضمان على المباشر كان الضمان على المتسبب ، أفهمتم القاعدة هذه ؟ طيب نشوف ، شهد رجلًا على شخص عند القاضي بما يوجب قتله ، فحاكم القاضي بقتله ، فنفذ الشرطة قتله فقتلوه ثم رجع الشاهدان وقالا : إننا تعمدنا قتله فمن الذي يقتل ؟ الشاهدان لماذا ؟ لأن المباشرة مبنية على السبب ، مثال آخر : ألقى رجل شخصًا أمام الأسد ، فوثب الأسد عليه فأكله الضمان على الرجل الذي ألقاه مع أنه متسبب ، والأسد مباشر ، لكن لا يمكن إحالة الضمان على أسد ، مثال ثالث : حفر رجل حفرة في الشارع ، فوقف عليها رجل فجاء ثالث فدفع هذا الرجل حتى سقط في الحفرة ومات ، على من ؟ على الدافع ، لأنه مباشر ، الدافع لولا الحفرة التي سقط فيها الرجل ما مات الرجل ، والحفرة مجردها أيضا لا يحصل بها موت ، الموت صار بدفع هذا الرجل فهو مباشر ، والحافر متسبب فيكون الضمان على المباشر طيب هذا أخذناه من أي شيء ؟ من قوله : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، فهو السبب لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فصار كأنه هو المتكلم ، من فوائد الحديث : التفريق بين الإسلام والإيمان عند الجمع بينهما ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما ، فجعل الإسلام هو العلانية ، والإيمان هو السر ، ما في القلب ، وهذا إذا ذكرا جميعًا ، أما إذا أفرد أحدهما صار متضمنًا للآخر ، كقوله تعالى : (( ورضيت لكم الإسلام دينا )) يشمل الإيمان كما هو يشمل الإسلام ، ويبقى عندنا إشكال ، وهو قوله تعالى : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمن فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) فجعل المسلمين بدل المؤمنين ؟ والجواب عن ذلك أن يقال : إن الله تعالى قال : ما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ، لأن امرأة لوط كان ظاهرها الإسلام ، فهي مسلمة ظاهرًا ، فالبيت ليس فيه إلا مسلمون ، لكن الذي نجا هو المؤمن ، وتخلفت المرأة لأنها مسلمة وليست بمؤمنة.
أولًا : أن من هدي السلف الصالح الرجوع إلى أهل العلم الذين هم أهله ، والذين يظن فيهم الوصول إلى الحق ، من أين يؤخذ ؟ من رجوع الرجلين إلى عبد الله عمر رضي الله عنه ، ومن فوائده : أن الإنسان قد يقرأ القرآن وقد يحرص على طلب العلم ولكنه يضل ، كهذا الرجل معبد الجهني وزمرته ، فإنهم يقرؤون القرآن ويحرصون على العلم لكن ضلوا هذا الضلال المبين ، ويتفرع على هذه الفائدة : أنه يجب على الإنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى دائمًا الثبات على الحق ، والوصول إلى الصواب ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاة الليل بالاستفتاح المشهور ومنه : ( اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) ، ومن فوائده : جواز حلف المفتي إذا دعت الحاجة إليه أو كان في ذلك مصلحة ، وهذا مما جاء في القرآن والسنة ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحلف في ثلاثة مواضع من القرآن ، الموضع الأول قوله تعالى : (( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق )) ، الموضع الثاني قوله تعالى : (( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم )) ، الموضع الثالث قوله تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن )) وأقسم النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث ، فإذا دعت الحاجة أو كانت المصلحة في اليمين فلا بأس أن يحلف الإنسان وأما إذا لم يكن هناك مصلحة ولا دعاءُ حاجة فالأفضل كف لسانه عن اليمين ، ومن فوائد هذا الحديث : أن ابن عمر رضي الله عنهما يرى أن المكذب بالقدر كافر لا تقبل منه النفقة ، حيث قال : لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الله سبحانه وتعالى أعطى الملائكة قدرة على أن يتحوّلوا من صورتهم الأولى إلى صورة ثانية ، وهل هذا باختيارهم أو بأمر الله ؟ يحتمل ، الله أعلم ، يحتمل هذا وهذا ، لكن هم يمكن أن يتحولوا من صورتهم الأولى إلى صورة ثانية ،
ومن فوائد هذا الحديث : حسن الأدب مع المعلّم والمفتي ، لقوله : أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وهذا من حسن الأدب ، والتهيؤ لما يلقى إليه ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان يجوز له أن يمثّل حال شخصٍ آخر ، لأن جبريل عليه الصلاة والسلام مثّل نفسه بصورة هذا الرجل ، وقال : يا محمد ، والعادة أن الخطاب بيا محمد يكون لمن ؟ للأعراب ولكن هل هذا مقيّد بما أذن الله فيه كهذا الحديث مثلًا ، وكقصة الثلاثة الأبرص والأقرع والأعمى ، فإن الملك جاءهم بصورة إنسان مصاب بما أصيبوا به ، وإنسان فقير ، ويقول : إنه ابن سبيل ، وأنه انقطعت به الحبال ، مع أن الأمر ليس كذلك ، لكن الله سبحانه وتعالى أذن بهذا ، فهل لنا أن نفعل مثل ذلك ؟ هذا موضع اجتهاد ، فمن الناس من قال : إذا كان الله أذن له فإن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء وبعضهم يقول : هذا لا يجوز لأن الرجل الذي يقول : أنا ابن سبيل ، أنا فقير وما أشبه ذلك ليس هو كذلك ، على كل حال هذا موضع اختلف فيه المعاصرون الآن ، فمنهم من قال بالجواز ومنهم من قال بالمنع ، ومن فوائد هذا الحديث : جواز سؤال الإنسان عن شيء يعلمه لمصلحة غيره ، من أين يؤخذ ؟ سؤال جبريل وهو يعلم ، ولهذا يصدقه ، يقول :صدقت لكن لمصلحة الغير ، ويتفرع على هذه الفائدة : أنه ينبغي للإنسان إذا كان هناك مسألة مشكلة على الناس يتعاملون فيها أو ما أشبه ذلك وهو يعلم الحكم ينبغي له أن يسأل وإن كان يعلم من أجل أن يفيد غيره ويكون هو المعلم ، ومن فوائد الحديث : أن المتسبب كالمباشر يعني العمل بالسبب وأن السبب كالمباشرة ، وجه ذلك : أن السبب في إعلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان والساعة وأشراطها هو جبريل عليه السلام ، وقد قال : أتاكم يعلمكم دينكم ، فيؤخذ منه أن السبب كالمباشرة ، وهذا معروف عند الفقهاء ، وأنه إذا اجتمع متسبب ومباشر فقد قالوا بالتفصيل : إذا كان يمكن إحالة الضمان على المباشر فالضمان على المباشر ، ما لم تكن المباشرة مبنية على السبب فيكون الضمان على المتسبب ، وإذا كان لا يمكن إحالة الضمان على المباشر كان الضمان على المتسبب ، أفهمتم القاعدة هذه ؟ طيب نشوف ، شهد رجلًا على شخص عند القاضي بما يوجب قتله ، فحاكم القاضي بقتله ، فنفذ الشرطة قتله فقتلوه ثم رجع الشاهدان وقالا : إننا تعمدنا قتله فمن الذي يقتل ؟ الشاهدان لماذا ؟ لأن المباشرة مبنية على السبب ، مثال آخر : ألقى رجل شخصًا أمام الأسد ، فوثب الأسد عليه فأكله الضمان على الرجل الذي ألقاه مع أنه متسبب ، والأسد مباشر ، لكن لا يمكن إحالة الضمان على أسد ، مثال ثالث : حفر رجل حفرة في الشارع ، فوقف عليها رجل فجاء ثالث فدفع هذا الرجل حتى سقط في الحفرة ومات ، على من ؟ على الدافع ، لأنه مباشر ، الدافع لولا الحفرة التي سقط فيها الرجل ما مات الرجل ، والحفرة مجردها أيضا لا يحصل بها موت ، الموت صار بدفع هذا الرجل فهو مباشر ، والحافر متسبب فيكون الضمان على المباشر طيب هذا أخذناه من أي شيء ؟ من قوله : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، فهو السبب لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فصار كأنه هو المتكلم ، من فوائد الحديث : التفريق بين الإسلام والإيمان عند الجمع بينهما ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما ، فجعل الإسلام هو العلانية ، والإيمان هو السر ، ما في القلب ، وهذا إذا ذكرا جميعًا ، أما إذا أفرد أحدهما صار متضمنًا للآخر ، كقوله تعالى : (( ورضيت لكم الإسلام دينا )) يشمل الإيمان كما هو يشمل الإسلام ، ويبقى عندنا إشكال ، وهو قوله تعالى : (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمن فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) فجعل المسلمين بدل المؤمنين ؟ والجواب عن ذلك أن يقال : إن الله تعالى قال : ما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ، لأن امرأة لوط كان ظاهرها الإسلام ، فهي مسلمة ظاهرًا ، فالبيت ليس فيه إلا مسلمون ، لكن الذي نجا هو المؤمن ، وتخلفت المرأة لأنها مسلمة وليست بمؤمنة.