فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث كما ترون يدل على وجوب الصلوات الخمس وعلى وجوب الزكاة ، وعلى وجوب صيام رمضان ، وعلى وجوب الحج ، وفيه أدب الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث انتهوا عن السؤال لما نهوا عنه في القرآن (( يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) وفيه : أن الإنسان لا بأس أن يتمنى مجيء شخصٍ يسأل عما في نفسه إذا كان هو لا يمكنه أن يسأل لفرح الصحابة بمجيء الأعرابي يسأل ، وفيه أيضًا : دليل على صراحة الأعراب ، وأنهم لا يتكلمون إلا بما في قلوبهم فإن هذه المناشدة للرسول صلى الله عليه وسلم مع هذا الأعرابي تدل على صراحته ، وفيه أيضًا : الاستدلال بالربوبية على توحيد الألوهية والعبادة ، لأن هذا الأعرابي سأل عمن خلق السماء والأرض والجبال فلما تقرر أنه الله ، سأل عن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هل الله أرسله ؟ فلما قال ذلك اطمأن ، وآمن ، وقال : لا أزيد على هذا ولا أنقص ، وفي هذا البشارة بأن من التزم بهذه الأمور فإنه يدخل الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لئن صدق ليدخلن الجنة ) ، وهذا له ولغيره من الأمة إلى يوم القيامة ، فمن التزم بهذه الأركان مع الإقرار بالربوبية وأن لا إله إلا الله دخل الجنة ، وفيه : بعث الرسل للدعوة إلى الله عز وجل ، لأنه قال : أتانا رسولك ، وأنه ينبغي للإمام أو من ينيبه الإمام أن يبعث الدعاة إلى الله عز وجل.