فوائد حفظ
الشيخ : أولا فيه فوائد هذا الحديث ، من فوائده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس عشرة مع أصحابه يجلس معهم وإليهم ، ويتحدث معهم ، ويخرج معهم للحوائط ، لأنه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وأحسن الناس عشرة ، ليس ممن يتخذ على بابه البوابين والحجابين ، بل هو صلى الله عليه وسلم دمث الأخلاق سهل لين ، وثانيا : شدة محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث فزعوا هذا الفزع لما أبطأ عليهم ، وظنوا أنه اقتطع دونهم ، يعني : أخذ اختطف قتل فعل به ما منعه من الرجوع مبكرا ، ومن فوائد هذا الحديث أيضا : فضيلة أبي هريرة حيث كان أول من فزع وربما لعله كان شابا أو أشب القوم في ذلك اليوم فكان أولهم فزعا ، ومنها : جواز دخول الإنسان البيت من غير بابه للحاجة ، مع أن الله تعالى قال : (( وأتوا البيوت من أبوابها )) لكن هذه حاجة والصحابة فقدوا نبيهم فقلوبهم تكاد تقطع ، فدخل مع هذا الجدول ، ومنها : جواز تشبيه الإنسان نفسه بفعل الحيوان إذا كان المراد بذلك إظهار الصورة لا التطبع بهذا الطبع ، من أين تؤخذ ؟ من قوله : فاتحفزت كما يحتفز الثعلب ، ومن فوائد هذا الحديث : إعطاء ما يكون به الأمارة يعني العلامة والدلالة على صدقه ، من أين تؤخذ ؟ من إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة نعليه وقد فعل ذلك أيضا مرة أخرى على غير هذا الوجه ، فعل ذلك حينما أرسل شخصا إلى وكيله في خيبر ليعطيه من التمر ، فقال له : إن طلب منك آية - يعني علامة - فضع يدك على ترقوته ، كأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى وكيله في خيبر أعطاه هذه العلامة ، وقال : إني إذا أرسلت إليك رسولا فسوف أجعل هذه العلامة بيني وبينك ، وتسمى عند العامة الإمارية ، وش غمارية ذلك يعني أمارة هذا ، ومن فوائد هذا الحديث : شدة عمر رضي الله عنه لأنه ضرب أبا هريرة بين ثدييه حتى خر لاسته ، يعني سقط على مقعدته ، ومنها : أن الإنسان إذا فعل الشيء ...