فوائد حفظ
الشيخ : ثم إن هذا الحديث فيه من الفوائد : تواضع النبي صلى الله عليه وسلم فإن في بعض ألفاظ هذا الحديث أنه كان على حمار ، ففيه تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار ، وقد ركب الحمار والبغل والفرس والبعير ، وفيه أيضًا : أنه ينبغي للإنسان في الأمور الهامة أن يكرر النداء على المخاطب حتى ينتبه ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل ، لأنك إذا قلت : يا فلان بن فلان فقال نعم يتشوف الآن ماذا تريد ، فإذا قلت : يا فلان بن فلان تطلع أكثر حتى يكاد يحترق قلبه يقول : أعطني أعطني ما عندك فيأتيه القول وقد استعد استعدادًا تامًا لقبوله ووعيه ، وفيه أيضًا : فهم الصحابة رضي الله عنهم وحكمة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما فهم الصحابة فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه لما خاف الموت ورأى أن أجله قد قرب أخبر بها ، لأنه يعلم أن ما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم فهو من شريعته ، وأن شريعته لا بد أن تبلّغ ، فخاف أن يكتم هذا الحديث يأثم ، وفيه حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه صلى الله عليه وسلم خاف إذا ذكر ذلك للناس أن يتكلوا ، والذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم وقع ، وقع ممن ؟ من المرجئة لكن أهل السنة والجماعة الذين ينظرون إلى النصوص من كل وجه لم يخف عليهم هذا الأمر ، وفي هذا الحديث : إثبات وصفين عظيمين للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهما : عبده ورسوله ، وصف العبودية لله شرف ، لا شك ، وأشرف ألقاب الإنسان أن يكون عبدًا لله ، حتى أن العاشق يقول للناس :
" لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي "
تبًا له ولإشرافه ، لكن معروف أن العبد ذليل للمعبود ، وأشرف ما يكون للإنسان وصفًا ولقبًا أن يكون عبدًا لله ، وفيه أيضًا وصف للرسالة ، وأنه رسول الله عز وجل إلى عباده ، إلى أن تقوم الساعة ، فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، ومن أجل أنه لا نبي بعده صار دينه صالحًا لكل زمان ومكان وأمة ، الرسل السابقون أديانهم صالحة لأزمانهم وأمكنتهم وأقوامهم فقط ، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن دينه صالح لكل زمان ومكان وأمة ، ولكن احذر أن تفهم أن هذه العبارة أن الدين كالعجينة تلينه كما شئت ، وأنه خاضع لكل زمان ومكان وأمة ، هو ليس بخاضع ، بل هو صالح مصلح لكل زمان ومكان وأمة ، لو أنه أتي على وجهه ، وفي هذا رد على طائفتين منحرفتين في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من هما ؟ غلاة وجفاة فالغلاة الذين ألّهوه وجعلوه ربًّا يدعونه ويستغيثون به ، أكثر مما يستغيثون بالله عز وجل ، وقد وجد هذا في هذه الأمة ، الجفاة من ؟ الذين كذبوه وقالوا : إنه ليس برسول وإنه شاعر كذاب ساحر وما أشبه ذلك ، وفيه : أن التحريم نوعان : كوني وشرعي ، فقوله تعالى : (( حرمت عليكم الميتة )) (( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر )) شرعي وقوله : ( إلا حرمه الله على النار ) هذا كوني كقوله تعالى : (( وحرمنا عليه المراضع من قبل )) تحريمًا كونيًّا.
" لا تدعني إلا بيا عبدها *** فإنه أشرف أسمائي "
تبًا له ولإشرافه ، لكن معروف أن العبد ذليل للمعبود ، وأشرف ما يكون للإنسان وصفًا ولقبًا أن يكون عبدًا لله ، وفيه أيضًا وصف للرسالة ، وأنه رسول الله عز وجل إلى عباده ، إلى أن تقوم الساعة ، فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، ومن أجل أنه لا نبي بعده صار دينه صالحًا لكل زمان ومكان وأمة ، الرسل السابقون أديانهم صالحة لأزمانهم وأمكنتهم وأقوامهم فقط ، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن دينه صالح لكل زمان ومكان وأمة ، ولكن احذر أن تفهم أن هذه العبارة أن الدين كالعجينة تلينه كما شئت ، وأنه خاضع لكل زمان ومكان وأمة ، هو ليس بخاضع ، بل هو صالح مصلح لكل زمان ومكان وأمة ، لو أنه أتي على وجهه ، وفي هذا رد على طائفتين منحرفتين في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من هما ؟ غلاة وجفاة فالغلاة الذين ألّهوه وجعلوه ربًّا يدعونه ويستغيثون به ، أكثر مما يستغيثون بالله عز وجل ، وقد وجد هذا في هذه الأمة ، الجفاة من ؟ الذين كذبوه وقالوا : إنه ليس برسول وإنه شاعر كذاب ساحر وما أشبه ذلك ، وفيه : أن التحريم نوعان : كوني وشرعي ، فقوله تعالى : (( حرمت عليكم الميتة )) (( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر )) شرعي وقوله : ( إلا حرمه الله على النار ) هذا كوني كقوله تعالى : (( وحرمنا عليه المراضع من قبل )) تحريمًا كونيًّا.