فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث أيضًا : فيه أن الحياء لا يأتي إلا بخير ، وأن الحياء خيرٌ كله ، أو كله خير ، وعمران بن الحصين رضي الله عنه غضب لما عارض بشير بن كعب هذا العموم ، الحياء خير كله أو كله خير ، وقال هذا الرجل : منه سكينة ووقار ومنه ضعف والضعف ليس بخير ، وكأن هذا يشبه أن يكون معارضة لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا السياق أوفى من الأول ، لأن الأول ليس فيه معارضة بل فيه تأييد أنه وقار وسكينة ، ومع ذلك لا ينبغي أن نأتي بأشياء أخرى في مقابل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم إلا إذا دعت المصلحة والحاجة لذلك فلا بأس ، وفي هذا الحديث : جواز الغضب عند معارضة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وحقّ للإنسان أن يغضب إذا عارض أحد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول غيره كائنًا من كان ، وفيه : جواز التلفظ بلغة غير فصيحة ، لقوله : حتى احمرتا عيناه فإن اللغة الفصيحة أن يقول : حتى احمرت عيناه ، ولكن كيف المخرج ؟ المخرج أن نقول هذه لغة مشهورة عند العرب ، ولا حاجة أن نتكلف في الإعراب ، لأن بعض المعربين تكلّف وقال : إن احمرتا فعل وفاعل ، وعيناه بدل اشتمال وليست هي الفاعل ، أما على اللغة المشهورة أكلوني البراغيث ، فيقولون إن الألف في احمرتا علامة التثنية ، فهي كتاء التأنيث في قولك قالت امرأة.