حدثني حرملة بن يحيى أنبأنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه حفظ
القارئ : حدّثني حرملة بن يحيى ، أنبأنا ابن وهبٍ ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهابٍ ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )
الشيخ : هذا يقال فيه مثل ما قيل في الأول :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ) أي : من أراد أن يحقق الإيمان بالله واليوم الآخر فليفعل كذا ، ولا يعني ذلك أن من لم يفعل فقد انتفى عنه الإيمان بالله واليوم الآخر ، وإنما ذكر الإيمان باليوم الآخر لأنه يوم الجزاء والحساب ، وقوله : ( فليقل خيرًا ) يشمل القول الذي هو خير في نفسه ، والقول الذي هو خيرًا في غيره ، فمن الأول : الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومن الثاني : أن يكون كلامًا ليس فيه ثواب في حد ذاته ، لكن المتكلم به يقصد إدخال السرور على جليسه ، أو يقصد كف الجليس عن القول المحرم ، فيكون هذا القول خيرًا باعتبار ذاته أو باعتبار معنى آخر ؟ يكون هذا خيرا باعتبار معنى آخر ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فليكرم جار فليكرم ضيفه ) أطلق الإكرام ، ولم يقيده بشيء معين ، فيشمل الإكرام القولي والفعلي ، ويدخل في الفعلي الكف ، أن تكف عنه الأذى ، وعلى هذا فإذا قيل : كيف إكرام الجار كيف إكرام الضيف ؟ قلنا : بما جرى به العرف ، بناء على القاعدة المشهورة عند العلماء : " أن ما أطلق في الشرع وليس له ضابط شرعي فإنه يرجع فيه إلى العرف " وعليه قول الناظم :
" وكلّ ما أتى ولم يحدّد بالشّرع *** كالحرز فبالعرف احددِ "
كالحرز أي : ما تحفظ به الأموال ، فبالعرف احدد ، نعم