حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو كريب حدثنا بن إدريس كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد ح وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي واللفظ له حدثنا معتمر عن إسماعيل قال سمعت قيسا يروي عن أبي مسعود قال أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال ألا إن الإيمان ههنا وأن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين ثم أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر حفظ
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو أسامة ، ح وحدّثنا ابن نميرٍ ، حدّثنا أبي ، ح وحدّثنا أبو كريبٍ ، قال حدّثنا ابن إدريس كلّهم ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ ، ح وحدّثنا يحيى بن حبيبٍ الحارثيّ - واللّفظ له - قال حدّثنا معتمرٌ ، عن إسماعيل ، قال : سمعت قيسًا يروي عن أبي مسعودٍ ، قال : ( أشار النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن ، فقال : ألا إنّ الإيمان ههنا ، وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث يطلع قرنا الشّيطان في ربيعة ومضر )
الشيخ : الشاهد من هذا قوله : الإيمان والقسوة فيدل هذا على الإيمان سبب لرقة القلب ، وهذا هو المشاهد ، فتجد الرجل إذا كان مؤمنًا حقًّا يكون لين القلب ، وقد أشار الله تعالى إلى هذا في قوله : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))
وقوله : ( في الفدادين ) هم رعاة الإبل ، لأن راعي الإبل يكون عنده من القسوة والغلظة ما ليس عند غيره بخلاف راعي الغنم ، فإنه يكون فيه السكينة والرحمة والطمأنينة ، ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يرعون الغنم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أما أصحاب الإبل ففيهم الغلظة والقسوة والجفاء ، وهذا مشاهد إلى يومنا هذا
تجد الرجل الذي عنده إبل وليس عنده غنم تجده غليظًا مترفعًا يرى أنه فوق الناس بخلاف صاحب الغنم ، هل يمكن أن يؤخذ من هذا أن الإنسان قد يتأثر بجليسه وإن لم يكن من جنسه ؟ يمكن أن يتأثّر ، كما أنه يتأثر بالمأكولات ، ولهذا حرّمت البهائم أو الحيوانات التي لها ناب من السباع أو لها مخلب من الطير.