وحدثني أبو نصر التمار وعبد الأعلى بن حماد قالا حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن محمد عن العلاء ذكر فيه وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم حفظ
القارئ : وحدّثني أبو نصرٍ التّمّار ، وعبد الأعلى بن حمّادٍ ، قالا : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن محمّدٍ ، عن العلاء ، ذكر فيه : ( وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلمٌ )
الشيخ : هذه أيضًا من المسائل التي تجري تحت القاعدة التي ذكرناها آنفًا ، هل علامات الكفر إذا وجدت في كل إنسان يكون كافرًا ؟ الجواب : لا يكون كافرًا ، فهنا يقول في حديث عبد الله بن عمرو: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها ، إذا حدث كذب ، وهذا ظاهره أنه مِن ديدنه الكذب وكثرة الكذب ، فلا يتناول الكذبة الواحدة ، والثاني يقول : إذا عاهد غدر ، كلما عاهد إنسان غدر به ، وهذا يشمل المعاهدة المعروفة وهي المواثقة على شيء ما ، ويشمل أيضًا العقود ، فإن التعاقد بين رجلين هو معاهدة في الواقع ، وإن سمي عقدًا فهو عهد ، والثالث يقول : إذا وعد أخلف ، كلما وعد إنسان أخلف ، والرابع : إذا خاصم فجر ، خاصم يعني : رافع أحدًا في خصومة إلى القاضي فإنه يفجر فيجحد ما يجب عليه أو يدعي ما ليس له ، وهذا فجور ، هذه الخصال الأربع هل هي علامات أو علل ؟ نقول إن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يفسّر بعضه بعضًا ، ففي حديث أبي هريرة قال : آية المنافق ، وقال : من علامات النفاق ، فتكون هذه الخصال الأربع تكون علاماتٍ لا عللًا ، والفرق بين هذا وهذا ، أننا إذا جعلناها عللًا صار المتصف بها منافقًا ، وإذا جعلناها علامات صار الاتصاف بها يدل على أنه منافق ولكن لا يلزمه من ذلك النفاق إذا اتصف بها من ليس بمنافق ، ولكن يكون فيه خصلة من خصال النفاق ، فإذا رأيت إنسان كلما حدث كذب ، وكلما وعد أخلف ، وكلما عاهد غدر ، وكلما خاصم فجر ، فاتهمه بالنفاق العقدي ، لماذا ؟ لأن هذه من علامات المنافقين ، والأصل أن وجود العلامة دليل على وجود ما هي علامة عليه ، هذا هو الأصل ، فإذا كان هذا الرجل كلما عاهد كلما حدث كلما خاصم كلما وعد اتصف بهذه الصفات فهذا دليل على أنه منافق ، لكن لا يلزم أن يكون منافقًا ، إذ قد تقع من غير المنافقين ، وفي هذا دليل على تحريم الكذب ، لأنه من خصال المنافقين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، وعلى تحريم الغدر ، وقد وردت نصوص أخرى تدل على ذلك ، وأنه من كبائر الذنوب ، وعلى تحريم إخلاف الوعد ، وهذا فيه خلاف بين العلماء ، فمنهم من قال : إن إخلاف الوعد ليس بواجب ، ولكنه سنة ، وهذا هو المشهور عند فقهاء الحنابلة
الطلاب : ...
الشيخ : إذا وعد أخلف يقولون : إن الوفاء بالوعد سنة ، وأن الإنسان إذا أخلف الوعد فإنه لا يأثم ، وهذا هو المشهور عند فقهاء الحنابلة ، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الوفاء بالوعد واجب ، وأن إخلافه محرم ، إلا لعذر ، وهذا القول هو الصحيح ، وأنك إذا وعدت أحدًا ولو على فنجان قهوة يجب عليك أن تفي له بالوعد ، إلا إذا كان لك عذر ، ثم إذا كان العذر طارئًا وأمكنك أن تعتذر منه قبل أن يتأهب لك وجب عليك أن تخبره ، وإن كان طارئًا في حال لا يمكنك أن تعتذر منه فأنت معذور ، هذا هو القول الراجح ، أولًا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعله مع الغدر بالعهد ، ومع الكذب في الحديث ، ومع الفجور في الخصومة ، فما الذي يخرج هذا عن نظائره ؟ لا شيء يخرجه ، ثم إنه قد يترتب على إخلاف الوعد من الضرر على الموعود ما يجعل هذا الشيء محرمًا لا شك فيه ، ثم إنه خصلة نفاق ..
الشيخ : هذه أيضًا من المسائل التي تجري تحت القاعدة التي ذكرناها آنفًا ، هل علامات الكفر إذا وجدت في كل إنسان يكون كافرًا ؟ الجواب : لا يكون كافرًا ، فهنا يقول في حديث عبد الله بن عمرو: أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها ، إذا حدث كذب ، وهذا ظاهره أنه مِن ديدنه الكذب وكثرة الكذب ، فلا يتناول الكذبة الواحدة ، والثاني يقول : إذا عاهد غدر ، كلما عاهد إنسان غدر به ، وهذا يشمل المعاهدة المعروفة وهي المواثقة على شيء ما ، ويشمل أيضًا العقود ، فإن التعاقد بين رجلين هو معاهدة في الواقع ، وإن سمي عقدًا فهو عهد ، والثالث يقول : إذا وعد أخلف ، كلما وعد إنسان أخلف ، والرابع : إذا خاصم فجر ، خاصم يعني : رافع أحدًا في خصومة إلى القاضي فإنه يفجر فيجحد ما يجب عليه أو يدعي ما ليس له ، وهذا فجور ، هذه الخصال الأربع هل هي علامات أو علل ؟ نقول إن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يفسّر بعضه بعضًا ، ففي حديث أبي هريرة قال : آية المنافق ، وقال : من علامات النفاق ، فتكون هذه الخصال الأربع تكون علاماتٍ لا عللًا ، والفرق بين هذا وهذا ، أننا إذا جعلناها عللًا صار المتصف بها منافقًا ، وإذا جعلناها علامات صار الاتصاف بها يدل على أنه منافق ولكن لا يلزمه من ذلك النفاق إذا اتصف بها من ليس بمنافق ، ولكن يكون فيه خصلة من خصال النفاق ، فإذا رأيت إنسان كلما حدث كذب ، وكلما وعد أخلف ، وكلما عاهد غدر ، وكلما خاصم فجر ، فاتهمه بالنفاق العقدي ، لماذا ؟ لأن هذه من علامات المنافقين ، والأصل أن وجود العلامة دليل على وجود ما هي علامة عليه ، هذا هو الأصل ، فإذا كان هذا الرجل كلما عاهد كلما حدث كلما خاصم كلما وعد اتصف بهذه الصفات فهذا دليل على أنه منافق ، لكن لا يلزم أن يكون منافقًا ، إذ قد تقع من غير المنافقين ، وفي هذا دليل على تحريم الكذب ، لأنه من خصال المنافقين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، وعلى تحريم الغدر ، وقد وردت نصوص أخرى تدل على ذلك ، وأنه من كبائر الذنوب ، وعلى تحريم إخلاف الوعد ، وهذا فيه خلاف بين العلماء ، فمنهم من قال : إن إخلاف الوعد ليس بواجب ، ولكنه سنة ، وهذا هو المشهور عند فقهاء الحنابلة
الطلاب : ...
الشيخ : إذا وعد أخلف يقولون : إن الوفاء بالوعد سنة ، وأن الإنسان إذا أخلف الوعد فإنه لا يأثم ، وهذا هو المشهور عند فقهاء الحنابلة ، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الوفاء بالوعد واجب ، وأن إخلافه محرم ، إلا لعذر ، وهذا القول هو الصحيح ، وأنك إذا وعدت أحدًا ولو على فنجان قهوة يجب عليك أن تفي له بالوعد ، إلا إذا كان لك عذر ، ثم إذا كان العذر طارئًا وأمكنك أن تعتذر منه قبل أن يتأهب لك وجب عليك أن تخبره ، وإن كان طارئًا في حال لا يمكنك أن تعتذر منه فأنت معذور ، هذا هو القول الراجح ، أولًا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعله مع الغدر بالعهد ، ومع الكذب في الحديث ، ومع الفجور في الخصومة ، فما الذي يخرج هذا عن نظائره ؟ لا شيء يخرجه ، ثم إنه قد يترتب على إخلاف الوعد من الضرر على الموعود ما يجعل هذا الشيء محرمًا لا شك فيه ، ثم إنه خصلة نفاق ..