وحدثني زهير بن حرب قال حدثني معاذ بن معاذ ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ واللفظ له حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله قال شعبة قلت لعدي سمعته من البراء قال إياي حدث حفظ
القارئ : وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثني معاذ بن معاذ، ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ، واللفظ له، قال حدثنا أبي، قال حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: ( لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ) قال شعبة: قلت لعدي: سمعته من البراء؟ قال: إياي حدث.
الشيخ : يعني هذا أبلغ من كونه سمعه. يعني إذا وجه الحديث إلى إنسان فهو أبلغ مما لو سمعه يحدث به غيره.
وفيه هذا الحديث دليل على أن حب الأنصار دليل الإيمان وآية الإيمان، والأنصار هم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل المهاجرين، من الأوس والخزرج وغيرهم. حبهم من الإيمان لأنهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم وآووه، وواسوه وساووا المهاجرين بأموالهم، حتى أن منهم من يعرض إحدى زوجتيه على الرجل المهاجري.
ولا شك أن كل مؤمن يحب من ناصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكل منافق يبغض من ناصر النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا دليل على أن حب من يحبه الله سبب لحب الله ، أسباب محبة الله كثيرة ، لكن منها أن تحب من يحبه الله فإذا أحببت الأنصار أحبك الله، وإذا أحببت المهاجرين أحبك الله أكثر، لأن المهاجرين جمعوا بين الهجرة والنصرة. المهاجرون جمعوا بين أمرين: هجروا بلادهم وأموالهم وأوطانهم إلى الله ورسوله، ونصروا الله ورسوله.
ولهذا قال تعالى: (( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوان وينصرون الله ورسوله )) فهم مهاجرون وأنصار (( أولئك هم الصادقون )) (( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) هؤلاء الأنصار
فمن أحب المهاجرين أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله.
وفي هذا دليل على أن من أبغض المهاجرين والأنصار فهو أشد بغضاً فأولئك القوم الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ويلعنونهم لا شك أن الله يبغضهم، لأنهم يبغضون المهاجرين ويبغضون الأنصار وهذا علامة بغض الله لهم ولهذا لم يوفقوا في جميع مسائلهم، بل كل من تأمل أحوالهم وجد أنهم ضد المسلمين وضد الإسلام حقيقة.