وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار وإبراهيم بن دينار جميعا عن يحيى بن حماد قال بن المثنى حدثني يحيى بن حماد أخبرنا شعبة عن أبان بن تغلب عن فضيل الفقيمي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس حفظ
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، وإبراهيم بن دينار ، جميعا عن يحيى بن حماد ، قال ابن المثنى: حدثني يحيى بن حماد ، أخبرنا شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن فضيل الفقيمي ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس ).
الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال ، وجمال الله عز وجل لا يمكن أن يكون مثل جمال المخلوق ، بل هو أمر فوق ما نتصور ، ولا يمكن نتصور هذا الجمال كما أننا لا يمكن أن نتصور بقية صفاته جل وعلا ، لكن هو جميل على الوجه الذي يليق بعظمته وجماله ، ومعطي الجميل أولى بالجمال.
أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( يحب الجمال ) فهل المراد به التجمل أو جمال الصورة ؟ الأول ، لأن الكلام لما قال ( رجل: يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال ) أي : يحب التجمل وليس المراد بذلك جمال الصورة ، لأن جمال الصورة ليس للإنسان فيه أي قدرة ولا يمكن للإنسان القبيح في الصورة أن يجعل نفسه جميلا ، ولا الجميل أن يجعل نفسه قبيحا ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما رتب محبة الله على أمر يمكن للإنسان أن يدركه لينال محبة الله عز وجل.
وفي هذا رد على الذين يتقربون إلى الله بالتقشف ، فإن بعض الناس يأخذ بالتقشف ، يتقرب إلى الله بذلك ، فنقول لهذا الرجل: إن هذا الثاني الذي تجمل أحب إلى الله منك بتجمله ، من كونك أنت تقشفت ، يعني : التقشف والتجمل أيهما أحب إلى الله ؟ التجمل. فنقول هذا العمل الذي عملت مفضول عند الله عز وجل ، اللهم إلا أن يتواضع الإنسان إذا كان في بيئة فقيرة ، ويقول : أخشى أن أكسر قلوبهم فألبس ثيابا مناسبة لهؤلاء ، فهذا قد يقال إن ترك الفاضل من أجل ما يترتب على المفضول من المصالح أولى. أما إذا كان الناس مستويين فإن الإنسان ينبغي له أن يظهر نعمة الله عليه بحسن ثيابه.
وكذلك أيضا لو فرضنا أن التجمل يؤدي إلى الفتنة ، كشاب جميل مثلا لو أنه تجمل بالثياب لافتتن الناس به، ففي هذه الحال نقول: الأولى ألا تتجمل، لأن ذلك فتنة للناس بك، وربما تصاب من جراء هذه الفتنة بأمر أنت تكرهه.
فإذا قال قائل: هل يكون التجمل بالثوب أي: بالقميص أو بالغترة ، أو بالنعل ، أو بالإزار ، أو السروال ، فالجواب: هو عام.
فإذا قال قائل : وهل يكون التجمل باللحية؟ ليس في إبقاء اللحية ولكن فيما يقال من تسوية اللحية ، يعني بدل ما تكون بعضها طويل وبعضها قصير على وج عادي يقو لأريد أن أقص الطويل لأجل أن تتساوى فالجواب : لا، لأنه ربما يقص الطويل لتتساوي فيجور عليه بعض الشيء ، وحينئذ يحتاج إلى قص القصير فيجور عليه ويحتاج إلى قص الطويل كما يذكر عن الثعلب في قصة مشهورة لا تخفى على كثير منكم.
الشيخ : قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال ، وجمال الله عز وجل لا يمكن أن يكون مثل جمال المخلوق ، بل هو أمر فوق ما نتصور ، ولا يمكن نتصور هذا الجمال كما أننا لا يمكن أن نتصور بقية صفاته جل وعلا ، لكن هو جميل على الوجه الذي يليق بعظمته وجماله ، ومعطي الجميل أولى بالجمال.
أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( يحب الجمال ) فهل المراد به التجمل أو جمال الصورة ؟ الأول ، لأن الكلام لما قال ( رجل: يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال ) أي : يحب التجمل وليس المراد بذلك جمال الصورة ، لأن جمال الصورة ليس للإنسان فيه أي قدرة ولا يمكن للإنسان القبيح في الصورة أن يجعل نفسه جميلا ، ولا الجميل أن يجعل نفسه قبيحا ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما رتب محبة الله على أمر يمكن للإنسان أن يدركه لينال محبة الله عز وجل.
وفي هذا رد على الذين يتقربون إلى الله بالتقشف ، فإن بعض الناس يأخذ بالتقشف ، يتقرب إلى الله بذلك ، فنقول لهذا الرجل: إن هذا الثاني الذي تجمل أحب إلى الله منك بتجمله ، من كونك أنت تقشفت ، يعني : التقشف والتجمل أيهما أحب إلى الله ؟ التجمل. فنقول هذا العمل الذي عملت مفضول عند الله عز وجل ، اللهم إلا أن يتواضع الإنسان إذا كان في بيئة فقيرة ، ويقول : أخشى أن أكسر قلوبهم فألبس ثيابا مناسبة لهؤلاء ، فهذا قد يقال إن ترك الفاضل من أجل ما يترتب على المفضول من المصالح أولى. أما إذا كان الناس مستويين فإن الإنسان ينبغي له أن يظهر نعمة الله عليه بحسن ثيابه.
وكذلك أيضا لو فرضنا أن التجمل يؤدي إلى الفتنة ، كشاب جميل مثلا لو أنه تجمل بالثياب لافتتن الناس به، ففي هذه الحال نقول: الأولى ألا تتجمل، لأن ذلك فتنة للناس بك، وربما تصاب من جراء هذه الفتنة بأمر أنت تكرهه.
فإذا قال قائل: هل يكون التجمل بالثوب أي: بالقميص أو بالغترة ، أو بالنعل ، أو بالإزار ، أو السروال ، فالجواب: هو عام.
فإذا قال قائل : وهل يكون التجمل باللحية؟ ليس في إبقاء اللحية ولكن فيما يقال من تسوية اللحية ، يعني بدل ما تكون بعضها طويل وبعضها قصير على وج عادي يقو لأريد أن أقص الطويل لأجل أن تتساوى فالجواب : لا، لأنه ربما يقص الطويل لتتساوي فيجور عليه بعض الشيء ، وحينئذ يحتاج إلى قص القصير فيجور عليه ويحتاج إلى قص الطويل كما يذكر عن الثعلب في قصة مشهورة لا تخفى على كثير منكم.