وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم قال أبو معاوية ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان. في باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم - قال أبو معاوية : ولا ينظر إليهم - ولهم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) .
الشيخ : نسأل الله العالفية، هذا أيضا فيه الوعيد الشديد على من اتصف بهذه الصفات ، وهو كوعيد من جر ثوبه خيلاء. يقول : ( شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) وهناك آخرون..
( الشيخ الزان ) : يدل على أن زناه كان لفساد طبعه ، لأنه ليس هناك شهوة قوية تجبره على أن يزني ، بخلاف الشاب. والزنا كله فاحشة ، لكنه يعظم إذا قلت دواعيه ، ولهذا كان من دعته امرأة ذات منصب وجمال في محل لا يطلع عليه أحد وهو شاب فامتنع يكون من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
الثاني : ( ملك كذاب ) الكذب كله سيئ ، وكله حرام ، لكن وقوعه من الملك غريب. لأن الإنسان قد يكذب لدفع شر عنه أو لجلب نفع له ، والملك ليس في حاجة إلى ذلك غالبا ، لماذا يكذب. من يخشى؟ صرح وقل ما في قلبك ولا تخشى أحد ، الواحد من الرعية ربما يخشى ويكذب ، لكن الملك ليس له من يحاسبه ، فمن يخشى؟! ولهذا كان كذب الملك أكبر من كذب غير الملك.
الثالث: ( عائل مستكبر ) العائل المستكبر الفقير الذي عنده كبر ، ما عندك يا مسكين حتى تتكبر على الناس؟! نعم ، كما قال العامة ( شين ... عين ) يعني هو عائل ما عنده فلوس ، ويستكبر هذا لا ينظر الله له يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم. لعدم وجود السبب لهذه الخصلة السيئة ، مما يدل على أن الرجل ذو نفس خبيثة.
ضد هؤلاء لا شك أنه أفضل ، فالشيخ الزاني ضده الشاب العفيف ، هذا أفضل من الشاب غير العفيف ، وكذلك أيضا الملك الكذاب ضده الملك الصدوق ، والثالث العائل المستكبر ضده الغني المتواضع.