تتمة شرح باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر حفظ
الشيخ : إن حدثته نفسه بفعل ، أو تتكلم إن حدثته نفسه بقول. ولكن إذا حدثتك النفس بأشياء تخل بالعقيدة ، فماذا تصنع؟ لأن الشيطان يتسلط على المؤمن الصريح الإيمان ، لأجل أن يفسد عليه إيمانه ، ويشككه ، فالجواب عن هذا : أن الدواء في كلمتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم ، أولهما : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، استعذ وتصوّر نفسك كأنك فارٌّ من عدو ، لاجئ إلى ولي ، ما هو مجرد أن تقول أعوذ بالله باللسان. لا ، تصور نفسك أنك فار من عدو إلى ولي يتولاك ويحميك من هذا العدو هذه واحد.
الثاني : انته.
فالأول دواء إيجابي ، والثاني دواء سلبي. انته ، اعرض عن هذا ، لا يطرأ على بالك ، اشتغل بغيره حتى لو تأخذ مسحاة وتحرث الأرض افعل ، لأنك لو اشتغلت بعمل أوجب لك أن تلهو عما في قلبك من هذه الوساوس.
ولا شك أن الإنسان حارث وهمام ، إذا هم بشيء نسي الآخر ، فأنت أعرض ، ولهذا قال : ولينته بأي شيء يوجب أن تنتهي عن هذا وتعرض عنه فاعمل.
ومر عليّ أن ابن عباس أو ابن مسعود قيل له : إن اليهود يقولون : نحن لا نوسوس في صلاتنا. يعني إذا قلنا على الصلاة خلاص القلب حاضر. ونحن المسلمين نوسوس أكثر ما تأتي الوساوس في الصلاة فقال كلمة عجيبة ، قال : وما يصنع الشيطان بقلب خراب. سبحان الله ، لأي شيء ، الخراب ما يأتي الشيطان ليخربه ، لأنه خربان ، بل يخرب العامر السليم حتى يدمره.