قراءة من الشرح حفظ
القارئ : قال في الفتح : " قولها : يا ابن عمّ هذا النّداء على حقيقته ووقع في مسلمٍ يا عمّ وهو وهمٌ لأنّه وإن كان صحيحًا لجواز إرادة التّوقير لكنّ القصّة لم تتعدّد ومخرجها متّحدٌ فلا يحمل على أنّها قالت ذلك مرّتين فتعيّن الحمل على الحقيقة وإنّما جوّزنا ذلك فيما مضى في العبرانيّ والعربيّ لأنّه من كلام الرّاوي في وصف ورقة واختلفت المخارج فأمكن التّعداد وهذا الحكم يطّرد في جميع ما أشبهه ".
الشيخ : كلامه رحمه الله جيد ، لكن يجاب عنه بأن القصة واحدة ، لكن الرواة بعضهم قال عم وبعضهم قال ابن عم والقصة محتملة أنها قالت يا عم أو قالت يا ابن عم هي لم تقل هذا مرتين لا شك ، بل قالت أحدهما وأحد اللفظين وهم يا عم أو يا ابن عم لأن القصة واحدة كما قال ، لكنه رجح ابن عم وحكم بالشذوذ في الأخرى لماذا ؟ لأن ابن عم هو المطابق للحقيقة وعم لا يقال إلا للتوقير فكان حمله على الحقيقة أولى من حمله على التوقير وهو واضح.
القارئ : " وقالت في حقّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أسمع من ابن أخيك لأنّ والده عبد اللّه بن عبد المطّلب وورقة في عدد النّسب إلى قصيّ بن كلابٍ الّذي يجتمعان فيه سواءً فكان من هذه الحيثيّة في درجة إخوته أو قالته على سبيل التّوقير لسنّه وفيه إرشادٌ إلى أنّ صاحب الحاجة يقدّم بين يديه من يعرف بقدره ممّن يكون أقرب منه إلى المسئول وذلك مستفادٌ من قول خديجة لورقة أسمع من ابن أخيك أرادت بذلك أن يتأهّب لسماع كلام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وذلك أبلغ في التّعليم. قوله : ماذا ترى ؟ فيه حذفٌ يدلّ عليه سياق الكلام وقد صرّح به في دلائل النّبوّة لأبي نعيمٍ بسندٍ حسنٍ إلى عبد اللّه بن شدّادٍ في هذه القصّة قال فأتت به ورقة ابن عمّها فأخبرته بالّذي رأى قوله هذا النّاموس الّذي نزّل اللّه على موسى ".