الشيخ : النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ثابت كما رأيتم وفيه الوعيد ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم )، تخطف والعياذ بالله يعمى في الحال ، وهذا يدل على أن رفع البصر إلى السماء في الصلاة من كبائر الذنوب ، وكما أن النقل جاء به فكذلك العقل ، لأن رفع بصره إلى السماء فيه نوع من سوء الأدب ، إذ أن الإنسان مأمور أن يخضع ويخنع لله عز وجل ، ورفع البصر منافٍ للأدب ، ولهذا كان جزاؤه أن هُدد بهذا التهديد العظيم ، واختلف العلماء هل تبطل صلاته أو لا ؟ فقال بعض العلماء إنها تبطل لأنه فعل منهيا عنه في الصلاة بخصوصه ، والقاعدة : " أن ما نهي عنه في العبادة لخصوصه فإنه يبطلها " ، قالوا ولأنه غير مستقبل للقبلة ببدنه كله ، وجهه يا سعد ؟ رافع بصره ، طيب ، وهذا القول ليس ببعيد من الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وتوعد عليه ، وبهذا نعرف خطأ من إذا جاء يصلي ورفع من الركوع قال ربنا ولك الحمد رفع رأسه ، ورأيت بعض الناس إذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه ، بدل ما يقول كذا يقول كذا ، هذا أيضا غلط ، والظاهر والله أعلم أن هذا مبني على القنوت وأنهم كانوا في بلادهم يقنتون فظنوا أن هذا هو سنة رفع اليدين بعد الركوع ، نعم.