حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن سيار عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن سيار عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة ).
الشيخ : هذا من المساجد أيضا، هذا الحديث فيه ( جعلَت لي الأرض طيبة طهوراً ومسجدا )، هذا الشاهد أن الأرض كلها مسجد ، وفي هذا الحديث مناقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصائصه خمسة :
أن كل نبي يُبعث لقومه خاصة، وبُعِث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، ولا يرِد على هذا قوم نوح، لأن الظاهر أن قوم نوح لم تكن هناك قوميَّات متعددة، لأن الناس ليسوا بكثرة كاثرة، فكان عليه الصلاة والسلام مبعوث إلى قومه وقومه هم الناس، ولهذا لما أغرِق المكذِّبون له جعل الله ذرِّيته هم الباقين، الذين بقوا وتناسل الناس منه.
ومنها قوله : ( أحلَّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي )، الغنائم : ما أخِذ من الكفار بقتال، وما ألحق به، هذه الغنائم، ما أخذ من الكفار بقتال، وما ألحق به، وكانت الأمم السابقة إذا غنِموا شيئاً جمعوه، ثم نزلت عليه نار من السماء فأحرقته، أما هذه الأمة فأحل الله لها الغنائم، يستعينون بها على قتال الكفار مرَّة أخرى، وعلى شؤون دينهم ودنياهم، وجعلت لي الأرض طيبة طَهوراً ومسجداً، وفي الأمم السابقة إذا لم يجد المصلي ماءً انتظر حتى يجد الماء فيقضي ما فاته، ولا شك أن في هذا من المشقَّة ما هو ظاهر من وجه ، ومن وجه آخر بعد الإنسان عن ربه في هذه المدَّة، لأن الصلاة صِلَة بين الله وبين العبد، فإذا بقي مثلاً شهراً أو أقل أو أكثر تباعد عن مناجاة الله عز وجل، والوقوف بين يديه.
قال : ( فأيما رجلٌ أدركته الصلاة صلى حيث كان )، وهذا العموم يدل على أن كل إنسان يمنع من الصلاة في مكان ما فعليه الدليل، الصلاة في الكعبة، صلاة الفريضة في الكعبة جائزة، لأنها من الأرض، وليست من السماء، ولأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها النفل، والأصل أن يُحذى في الفرض حذو النفل، وبالنفل حذو الفرض إلا بدليل.
ومنها، قال : (ونُصِرتُ بالرعب بين يديَّ مسيرة شهر )، نُصِر بالرعب أي رعب عدوه منه مسيرة شهر، وتُحمل مسيرة الشهر على ما كان معروفاً عندهم، وذلك بسير ذلك الإبل المعتاد لا بسير السياراة ولا الطائرات، ولا شك أن الرعب أكبر سلاح ينتصر به الإنسان على عدوه، لأن المرعوبَ لا تثبُت له قَدَم، بل تجده يطلب ملاذاً فراراً ، فلها سماه النبي صلى الله عليه وسلم نصراً،
( وأعطيت الشفاعة )، وهي الشفاعة العظمى التي يتراجع فيها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حتى تصل إليه، وذلك أن الناس في الموقف العظيم أعانني الله وإياكم عليه، في الموقف العظيم يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون، أرضٌ صَفصَف، شمسٌ دانية، جبال تسير كالهباء، أمورٌ عظيمة، يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون، واليوم مقداره كم ؟ خمسون ألف سنة، ويطلبون الشفاعة يأتون إلى آدم ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى حتى تصل إلى الرسول صلى الله علسه وسلم فيشفع، وهذا داخل في قوله تعالى : (( عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً ))، هذا هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه، لنرجع الآن مرَّة ثانية هل هذا الذي أعطيَه الرسول عليه الصلاة والسلام تكون له ولأمته؟
الجواب : بعضها كذلك وبعضها لا، نبدأ بالأولى : كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس : له ولأمته ؟ لا طيب: ثانياً : أحلَّت لي الغنائم : عام له وللأمة،
جعِلت لي الأرض طيّبا وطَهوراً ومسجداً : عام له وللأمة.
نصرت بالرعب : عام له وللأمة، لكن الأمة التي تهتدي بهديه، وتكون على ما كان عليه، لا الأمة التي تنتسب إليه انتساباً وقد فرَّطت في أشياء كثيرة مما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، طيب، أعطيت الشفاعة ؟ خاص، فصارت هذه الخصائص التي اختص به النبي صلى الله عليه وسلم منها ما هو خاص به ومنها ما هو عامٌّ لأمته .
وقوله : ( أعطيت خمساً ) : نكرة في سياق الإثبات، فلا تدل على الحصر ولا على العموم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطي أيضا أشياء أخرى غير هذا، أعطي ما يقارب العشرين من الخصائص التي لم تكن لأنبياء قبله.
الشيخ : هذا من المساجد أيضا، هذا الحديث فيه ( جعلَت لي الأرض طيبة طهوراً ومسجدا )، هذا الشاهد أن الأرض كلها مسجد ، وفي هذا الحديث مناقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصائصه خمسة :
أن كل نبي يُبعث لقومه خاصة، وبُعِث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، ولا يرِد على هذا قوم نوح، لأن الظاهر أن قوم نوح لم تكن هناك قوميَّات متعددة، لأن الناس ليسوا بكثرة كاثرة، فكان عليه الصلاة والسلام مبعوث إلى قومه وقومه هم الناس، ولهذا لما أغرِق المكذِّبون له جعل الله ذرِّيته هم الباقين، الذين بقوا وتناسل الناس منه.
ومنها قوله : ( أحلَّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي )، الغنائم : ما أخِذ من الكفار بقتال، وما ألحق به، هذه الغنائم، ما أخذ من الكفار بقتال، وما ألحق به، وكانت الأمم السابقة إذا غنِموا شيئاً جمعوه، ثم نزلت عليه نار من السماء فأحرقته، أما هذه الأمة فأحل الله لها الغنائم، يستعينون بها على قتال الكفار مرَّة أخرى، وعلى شؤون دينهم ودنياهم، وجعلت لي الأرض طيبة طَهوراً ومسجداً، وفي الأمم السابقة إذا لم يجد المصلي ماءً انتظر حتى يجد الماء فيقضي ما فاته، ولا شك أن في هذا من المشقَّة ما هو ظاهر من وجه ، ومن وجه آخر بعد الإنسان عن ربه في هذه المدَّة، لأن الصلاة صِلَة بين الله وبين العبد، فإذا بقي مثلاً شهراً أو أقل أو أكثر تباعد عن مناجاة الله عز وجل، والوقوف بين يديه.
قال : ( فأيما رجلٌ أدركته الصلاة صلى حيث كان )، وهذا العموم يدل على أن كل إنسان يمنع من الصلاة في مكان ما فعليه الدليل، الصلاة في الكعبة، صلاة الفريضة في الكعبة جائزة، لأنها من الأرض، وليست من السماء، ولأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها النفل، والأصل أن يُحذى في الفرض حذو النفل، وبالنفل حذو الفرض إلا بدليل.
ومنها، قال : (ونُصِرتُ بالرعب بين يديَّ مسيرة شهر )، نُصِر بالرعب أي رعب عدوه منه مسيرة شهر، وتُحمل مسيرة الشهر على ما كان معروفاً عندهم، وذلك بسير ذلك الإبل المعتاد لا بسير السياراة ولا الطائرات، ولا شك أن الرعب أكبر سلاح ينتصر به الإنسان على عدوه، لأن المرعوبَ لا تثبُت له قَدَم، بل تجده يطلب ملاذاً فراراً ، فلها سماه النبي صلى الله عليه وسلم نصراً،
( وأعطيت الشفاعة )، وهي الشفاعة العظمى التي يتراجع فيها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حتى تصل إليه، وذلك أن الناس في الموقف العظيم أعانني الله وإياكم عليه، في الموقف العظيم يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون، أرضٌ صَفصَف، شمسٌ دانية، جبال تسير كالهباء، أمورٌ عظيمة، يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون، واليوم مقداره كم ؟ خمسون ألف سنة، ويطلبون الشفاعة يأتون إلى آدم ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى حتى تصل إلى الرسول صلى الله علسه وسلم فيشفع، وهذا داخل في قوله تعالى : (( عسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً ))، هذا هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه، لنرجع الآن مرَّة ثانية هل هذا الذي أعطيَه الرسول عليه الصلاة والسلام تكون له ولأمته؟
الجواب : بعضها كذلك وبعضها لا، نبدأ بالأولى : كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس : له ولأمته ؟ لا طيب: ثانياً : أحلَّت لي الغنائم : عام له وللأمة،
جعِلت لي الأرض طيّبا وطَهوراً ومسجداً : عام له وللأمة.
نصرت بالرعب : عام له وللأمة، لكن الأمة التي تهتدي بهديه، وتكون على ما كان عليه، لا الأمة التي تنتسب إليه انتساباً وقد فرَّطت في أشياء كثيرة مما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، طيب، أعطيت الشفاعة ؟ خاص، فصارت هذه الخصائص التي اختص به النبي صلى الله عليه وسلم منها ما هو خاص به ومنها ما هو عامٌّ لأمته .
وقوله : ( أعطيت خمساً ) : نكرة في سياق الإثبات، فلا تدل على الحصر ولا على العموم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطي أيضا أشياء أخرى غير هذا، أعطي ما يقارب العشرين من الخصائص التي لم تكن لأنبياء قبله.