وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون حفظ
القارئ : وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون ).
الشيخ : هذا زائد على ما سبق بقوله : ( أعطيت جوامع الكلِم )، وجوامع : جمع جامعة أي : كلمة جامعة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعْطيَ جوامع الكلِم، يعني أنه يتكلَّم بالكلمة أو بالجملة تعادل صفحات بل ربما تعادل أسفاراً! وقد اعتنى العلماء رحمهم الله بالأحاديث الجامعة ، ومن ذلك النووي رحمة الله عليه في الأربعين النووية فإنها جامعة ، من جوامع الكلِم، انظر إلى قوله : ( قل آمنت بالله ثمَّ استقم )، كلمة جامعة تشمل الدين جميعا، وانظر إلى قوله عليه الصلاة والسلام في من يتساءلون : من خلق كذا من خلق كذا؟ قال : ( فليستعذ بالله ثم لينتهِ )، كلمتان حاسِمتان ، تطردان كلَّ شكِّ يرد على القلب، ولو أن الفلاسفة وأهل الكلام أرادوا أن يدفعوا مثل هذه الوساوس لرأيتهم يكتبون صفحات، ولا يُثمرون الثمرة التي أثمرتْها هاتان الكلمتان، ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )، هذا منهج يمكن أن يسير الإنسان عليه في حياته.
فالمهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعطي جوامع الكلم ، والحكمة -والله أعلم- من ذلك لتكون هذه الشريعة قواعد وضوابط، لا مسائل فردية جزئية، حتى يمكن لآخر الأمة أن تبني المسائل الجزئية على هذه الكلمات الجوامع، طيب هذه واحدة، ثانياً: نصِرت بالرعب سبق، وأحلَّت لي الغنائم سبق، جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً سبق، أرسِلت إلى الناس كافة سبق، ختِم بي النبيون هذه زائدة، فتكون هنا في هذا الحديث خصلتان زائدتان، وتكون في الحديث السابق خصلة، تكون ثلاثة وواحدة : ثمانية.
طيب، ختِم بي النبيون هذه فضيلة للرسول عليه الصلاة والسلام، لأنها تستلزم أن تكون شريعته خالدة، إذ أن الأمة لا بد أن تبقى فيها آثار الرسالة، وتستلزم أيضاً كثرة الأتباع، وهذه ميزَة عظيمة، لأن كل إنسان يعمل عملا صالحا فللنبي صلى الله عليه وسلم مثله، وهذا قلنا بابتداع وسَفَه من يعمل عملاً قال : اللهم اجعل ثوابه إن أثَبتَني عليه لرسول الله، وفي ناس يضحون عن الرسول عليه الصلاة والسلام!
فنقول : أولاً هذه بدعة، فلست تحب للرسول من الخير ما يحبه أبو بكر وعمر، وثانيا أن هذا سَفَه، لأنك إن قلت ذلك فإنه يعني أنك حرمت نفسك من الخير أما الرسول عليه الصلاة والسلام فله أجرك سواء أهديت إليه الأجر أم لم تهده.
طيب، من ادَّعى النبوَّة بعده فما حكمه ؟
كافر، لأنه مكذَب للقرآن والسنة، قال الله تعالى : (( ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتَم النبيين ))، وقال عليه الصلاة والسلام هنا : ( خُتِمَ بي النَّبيُّون )، نعم.