فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث الذي سمعتم فيه فوائد منها :
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في أول أمره لا يخطب على المنبر، وإنما كان يخطب إلى جذع نخلة، ثم بدا له عليه الصلاة والسلام أن يخطب على المنبر لأن ذلك أرفع لصوته حتى يسمعه الناس، لأن المقصود من الخطبة إسماع المخاطَبين.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الاستعانة بالغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من هذه المرأة أن يعمل له غلامها النجار هذا المنبر.
ومنها : أن منبر الرسول صلى الله عليه وسلم كان ثلاث درجات، ثم أكثر الناس من الدرجات فيما بعد حتى بلغت الدرجات في عصر مضى إلى نحو عشرين درجة، وذلك من أجل كثرة الناس واتساع المسجد، صار الناس يكثرون، رأيت هذا في المسجد الحرام.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز علو الإمام على المأمومين، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي على الدرجة الأولى، ويلزم من ذلك أن يعلو على المأمومين، لكن قال العلماء : يُكره إذا كان العلو ذراع فأكثر، إذا كان كثيراً فإنه يُكره، وأما علو المأموم فلا بأس به.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الحركة اليسيرة في الصلاة لا سيما إذا كانت لمصلحة الصلاة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما فعل ذلك من أجل مصلحة الجماعة.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بد من السجود على الأرض، إذ لو كان الأمر غير واجب لأمكنه أن يسجد بالإيماء، ولكنه لا بد أن يكون السجود على الأرض.
ومن فوائد هذا الحديث أيضاً : أنه لا بد في السجود ألا يعلو أعلى البدن علوا فاحشاً، لأنه لو سجد على الدرجة الثاثة مثلاً لكان يسجد وكأنه قاعد، فلا بد أن يكون الانخفاض في السجود انخفاضاً بيِّنا يتبين به الإنسان أنه ساجد.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز قصد الإنسان في صلاته أن يعلم الناس، وهذا لا ينافي الإخلاص، لأن أصل العبادة إنما هي لله عز وجل، لكن نوى مع ذلك أن يتعلم منه الناس، وهذا أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وفعله في الحج، حيث قال : ( خذوا عني مناسككم )، ولا حرج على الإنسان أن يفعل العبادة من أجل أن يتقرب بها إلى الله تعالى ويتعلم منه إخوانه المسلمون.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرق بين التكبيرات، لأنه لو فرَّق بين التكبيرات لعلم الناس أنه راكع أو ساجد باختلاف التكبير.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز رؤية المأموم للإمام أثناء الصلاة، لأنه لا يمكنهم الإئتمام به إلا إذا كانوا يرونه ، وهذا هو الظاهر من فعل الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا ينظرون إليه، فهل نقول : إن هذا ثابت بغير الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه كان الصحابة ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أسوة فينظرون إليه ماذا يفعل حتى يفعلوا مثله، وأن غيره ليس كذلك ؟ نقول : هذا يحتمل، يحتمل الخصوصية، ويحتمل عدم الخصوصية، ونظر المأموم لإمام لا شك أنه أدعى للإتمام به أكثر مما لو كان لا يراه، ولهذا كان الصحابة لا يحني أحد ظهره في القيام حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجد في الأرض ثم يسجدون، وهذا يدل على أنهم ينظرون إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان إذا فعل ما لم يكن يفعله من قبل أن يبين السبب، من أين يؤخذ؟ ثم أقبل الناس فقال : ( يا أيها الناس )، وإنما كان كذلك لأنه سيقع في نفوس القوم تساؤلات، لماذا فعل؟ فإذا بين لهم كان مزيلاً لهذا الإشكال ومجيباً على التساؤلات، وهكذا ينبغي، يعني كلما رأيت من أخيك أنه يحب أن يطلع على شيء وهو لا يضرك الاطلاع عليه فإنه ينبغي أن تطلعه عليه، لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة، فمثلاً : لو كان معك كتاب، ورأيت أخاك ينظر إلى هذا الكتاب إلا أنه يستحي أن يقول : أرنيه، فإن من حسن الخلق أن تريه إياه، إلا إذا كان الشيء لا تحب أن يطلع عليه أحد كما لو كان بيدك فواتير اشتريت بها حاجات، ورأيت الرجل ينظر إلى هذه الفواتير، تقول تفضل انظر أو لا؟ لا تقل، ليس كل أحد يحب أن يطلع عليه، لكن الشيء الذي لا ضرر فيه والذي ترى أخاك متشوف له ، فإن من حسن الخلق أن تشبع رغبته، وأن تريه إياه.
ومن فوائد هذا الحديث : إقبال الإمام على المأمومين بعد الصلاة، لقوله : ( ثم أقبل على الناس )، يحتمل أن يكون هذا الإقبال من أجل ما صنع ، ويحتمل أنه الإقبال العادي، والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من صلاته أقبل على الناس.
هل يؤخذ من هذا الحديث : جواز تذكير الإنسان في العلم وهو يصلي؟
نعم، لقوله : ( ولتعلموا صلاتي )، لأن الإنسان إذا كان يتعلم لا بد أن يقع في ذهنه تعبئة، يعبي الذهن بما شاهد، لكن قد يُقال : إن هذا أهون مما لو أن الإنسان جعل يفكر، لأن الذي يفكر يغيب عن الصلاة وينشغل، بخلاف هذا الذي رأى ليس فيه إلا مجرد حفظ ما رأى في حافظته فقط، وهذا ليس كالذي يتأمل ويفكر: ما الذي يُستنبط من قوله تعالى؟ ما الذي يُستنبط من قوله صلى الله عليه وسلم؟ كذا وكذا، ما الجمع بين قول الله تعالى وقول الرسول مثلاً؟ تعارض المغني وشرح المهذب، ارجع إلى الحاشية، وهو يصلي! فرق بين هذا وهذا، فعلى كل حال الذي يظهر لي أن هذا لا يدل على ما ذكرنا، لأن هناك فرقا بين شخص يرى ويُبصر ثم يحفظه بحافظته، وبين إنسان يفتِّش في أوراق الكتب وغير ذلك لأن هذا الثاني ينشغل كثيرا عن الصلاة.
ومن فوائد هذا الحديث : الحث على تعلم صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام، لقوله : ( ولتعلَّموا صلاتي )، وهكذا كل أمر مشروع فإنه يُرغَّب الإنسان في أن يقتدي فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )).
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في أول أمره لا يخطب على المنبر، وإنما كان يخطب إلى جذع نخلة، ثم بدا له عليه الصلاة والسلام أن يخطب على المنبر لأن ذلك أرفع لصوته حتى يسمعه الناس، لأن المقصود من الخطبة إسماع المخاطَبين.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الاستعانة بالغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من هذه المرأة أن يعمل له غلامها النجار هذا المنبر.
ومنها : أن منبر الرسول صلى الله عليه وسلم كان ثلاث درجات، ثم أكثر الناس من الدرجات فيما بعد حتى بلغت الدرجات في عصر مضى إلى نحو عشرين درجة، وذلك من أجل كثرة الناس واتساع المسجد، صار الناس يكثرون، رأيت هذا في المسجد الحرام.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز علو الإمام على المأمومين، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي على الدرجة الأولى، ويلزم من ذلك أن يعلو على المأمومين، لكن قال العلماء : يُكره إذا كان العلو ذراع فأكثر، إذا كان كثيراً فإنه يُكره، وأما علو المأموم فلا بأس به.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز الحركة اليسيرة في الصلاة لا سيما إذا كانت لمصلحة الصلاة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما فعل ذلك من أجل مصلحة الجماعة.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بد من السجود على الأرض، إذ لو كان الأمر غير واجب لأمكنه أن يسجد بالإيماء، ولكنه لا بد أن يكون السجود على الأرض.
ومن فوائد هذا الحديث أيضاً : أنه لا بد في السجود ألا يعلو أعلى البدن علوا فاحشاً، لأنه لو سجد على الدرجة الثاثة مثلاً لكان يسجد وكأنه قاعد، فلا بد أن يكون الانخفاض في السجود انخفاضاً بيِّنا يتبين به الإنسان أنه ساجد.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز قصد الإنسان في صلاته أن يعلم الناس، وهذا لا ينافي الإخلاص، لأن أصل العبادة إنما هي لله عز وجل، لكن نوى مع ذلك أن يتعلم منه الناس، وهذا أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وفعله في الحج، حيث قال : ( خذوا عني مناسككم )، ولا حرج على الإنسان أن يفعل العبادة من أجل أن يتقرب بها إلى الله تعالى ويتعلم منه إخوانه المسلمون.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرق بين التكبيرات، لأنه لو فرَّق بين التكبيرات لعلم الناس أنه راكع أو ساجد باختلاف التكبير.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز رؤية المأموم للإمام أثناء الصلاة، لأنه لا يمكنهم الإئتمام به إلا إذا كانوا يرونه ، وهذا هو الظاهر من فعل الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا ينظرون إليه، فهل نقول : إن هذا ثابت بغير الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه كان الصحابة ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أسوة فينظرون إليه ماذا يفعل حتى يفعلوا مثله، وأن غيره ليس كذلك ؟ نقول : هذا يحتمل، يحتمل الخصوصية، ويحتمل عدم الخصوصية، ونظر المأموم لإمام لا شك أنه أدعى للإتمام به أكثر مما لو كان لا يراه، ولهذا كان الصحابة لا يحني أحد ظهره في القيام حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجد في الأرض ثم يسجدون، وهذا يدل على أنهم ينظرون إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان إذا فعل ما لم يكن يفعله من قبل أن يبين السبب، من أين يؤخذ؟ ثم أقبل الناس فقال : ( يا أيها الناس )، وإنما كان كذلك لأنه سيقع في نفوس القوم تساؤلات، لماذا فعل؟ فإذا بين لهم كان مزيلاً لهذا الإشكال ومجيباً على التساؤلات، وهكذا ينبغي، يعني كلما رأيت من أخيك أنه يحب أن يطلع على شيء وهو لا يضرك الاطلاع عليه فإنه ينبغي أن تطلعه عليه، لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة، فمثلاً : لو كان معك كتاب، ورأيت أخاك ينظر إلى هذا الكتاب إلا أنه يستحي أن يقول : أرنيه، فإن من حسن الخلق أن تريه إياه، إلا إذا كان الشيء لا تحب أن يطلع عليه أحد كما لو كان بيدك فواتير اشتريت بها حاجات، ورأيت الرجل ينظر إلى هذه الفواتير، تقول تفضل انظر أو لا؟ لا تقل، ليس كل أحد يحب أن يطلع عليه، لكن الشيء الذي لا ضرر فيه والذي ترى أخاك متشوف له ، فإن من حسن الخلق أن تشبع رغبته، وأن تريه إياه.
ومن فوائد هذا الحديث : إقبال الإمام على المأمومين بعد الصلاة، لقوله : ( ثم أقبل على الناس )، يحتمل أن يكون هذا الإقبال من أجل ما صنع ، ويحتمل أنه الإقبال العادي، والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من صلاته أقبل على الناس.
هل يؤخذ من هذا الحديث : جواز تذكير الإنسان في العلم وهو يصلي؟
نعم، لقوله : ( ولتعلموا صلاتي )، لأن الإنسان إذا كان يتعلم لا بد أن يقع في ذهنه تعبئة، يعبي الذهن بما شاهد، لكن قد يُقال : إن هذا أهون مما لو أن الإنسان جعل يفكر، لأن الذي يفكر يغيب عن الصلاة وينشغل، بخلاف هذا الذي رأى ليس فيه إلا مجرد حفظ ما رأى في حافظته فقط، وهذا ليس كالذي يتأمل ويفكر: ما الذي يُستنبط من قوله تعالى؟ ما الذي يُستنبط من قوله صلى الله عليه وسلم؟ كذا وكذا، ما الجمع بين قول الله تعالى وقول الرسول مثلاً؟ تعارض المغني وشرح المهذب، ارجع إلى الحاشية، وهو يصلي! فرق بين هذا وهذا، فعلى كل حال الذي يظهر لي أن هذا لا يدل على ما ذكرنا، لأن هناك فرقا بين شخص يرى ويُبصر ثم يحفظه بحافظته، وبين إنسان يفتِّش في أوراق الكتب وغير ذلك لأن هذا الثاني ينشغل كثيرا عن الصلاة.
ومن فوائد هذا الحديث : الحث على تعلم صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام، لقوله : ( ولتعلَّموا صلاتي )، وهكذا كل أمر مشروع فإنه يُرغَّب الإنسان في أن يقتدي فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )).