فوائد حفظ
الشيخ : هذا الحديث بألفاظه فيه بيان السهو في الصلاة، وليُعلم أن هناك سهواً في الصلاة وسهواً عن الصلاة، فالسهو عن الصلاة مذموم، لقوله تعالى : (( فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ))، قال العلماء : الحمد لله الذي لم يقل في صلاتهم بل قال : عن.
والسهو عن الصلاة الغفلة عنها، وعدم المبالاة بها، وأما السهو في الصلاة فهو الذهول عنها، يعني : ألا يتذكر شيئاً.
وحديث أبي هريرة فيه فوائد منها : أن الوساوس في الصلاة لا تبطلها، ومنها : أن الشيطان حريص على إلقاء الوساوس على المصلي، يأتي ويمنيه، ويهنيه، ويذكره بأشياء يكون قد نسيها، وربما يفتح عليه باب التخطيط للمستقبل، يقول سأفعل كذا وسأقل كذا، وما أشبه ذلك، وقد اختلف العلماء فيما إذا غلب الوسواس على أكثر الصلاة، هل يبطلها أو لا؟ والجمهور على أنه لا يُبطلها ولكنه يُنقصها، وقد جاء في الحديث : أن الرجل ينصرف من صلاته لم يثكتب له إلا نصفها، أو ثلثها أو ربعها أو خمسها أو سدسها أو عشرها، كل ذلك بسبب الهواجيس التي تحدث له في الصلاة.
وفي حديث أبي هريرة : أن الإنسان إذا شك كم صلى فإنه يسجد السجدتين لكن ليس فيه على أي شيء يبني، هل هو على الأقل؟ أو على الأكثر، والأحاديث الآتية بعده تدل على التفصيل في ذلك : وهو أنه يبني على الأقل إن لم يكن لديه ما يرجِّح أحد الاحتمالين، ويبني على الراجح إذا كان لديه ما يرجح أحد الاحتمالين.
وفي هذا الحديث أيضاً : أن الشياطين أجسام، لقوله : أقبل، ولّى، له ضراط وما أشبه ذلك وهو كذلك فالشياطين لهم أجسام، لكن أجسامهم لطيفة، وإذا أراد الله عز وجل تشبهوا بالأناسي، كما تشبه الشيطان الذي جاء إلى الطعام الذي كان أبو هريرة رضي الله عنه يحفظه، وحثا منه، وكلم أبا هريرة، وقال : إنه ذو حاجة وذو عيال، لكنه مع ذلك لطيف، يجري من ابن آدم مجرى الدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه أيضاً : فضيلة الأذان، وأنه يطرد الشياطين، لأنه إذا سمع النداء ولى وله ضراط، وإذا انتهى رجع، ثم إذا ثُّوب للصلاة: يعني دُعي إليها ولّى،
فإذا انتهى التثويب عاد وجعل يوسوس للمصلي في صلاته.
وفي هذا الحديث دليل على تحيّن الشيطان للفرص لإفساد دين المرء، شوف كيف يتردد من أجل أن يفسد عليه صلاته، ولم يرد مثل هذا في بقية العبادات، أي لم يرد في الحج أو الصوم أو الصدقة، فإما أن يُقال : إن الشيطان يحرص هذا الحرص على الصلاة لأنها أفضل الأعمال، وإما أن يُقال : إن عموم قول الله تعالى : (( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره )) وقوله : (( إنما ييريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة )) يشمل جميع العبادات، أي أنه يورد على قلب الإنسان الوساوس والشكوك حتى يضعف استحضاره لما هو عليه من العبادة.
والسهو عن الصلاة الغفلة عنها، وعدم المبالاة بها، وأما السهو في الصلاة فهو الذهول عنها، يعني : ألا يتذكر شيئاً.
وحديث أبي هريرة فيه فوائد منها : أن الوساوس في الصلاة لا تبطلها، ومنها : أن الشيطان حريص على إلقاء الوساوس على المصلي، يأتي ويمنيه، ويهنيه، ويذكره بأشياء يكون قد نسيها، وربما يفتح عليه باب التخطيط للمستقبل، يقول سأفعل كذا وسأقل كذا، وما أشبه ذلك، وقد اختلف العلماء فيما إذا غلب الوسواس على أكثر الصلاة، هل يبطلها أو لا؟ والجمهور على أنه لا يُبطلها ولكنه يُنقصها، وقد جاء في الحديث : أن الرجل ينصرف من صلاته لم يثكتب له إلا نصفها، أو ثلثها أو ربعها أو خمسها أو سدسها أو عشرها، كل ذلك بسبب الهواجيس التي تحدث له في الصلاة.
وفي حديث أبي هريرة : أن الإنسان إذا شك كم صلى فإنه يسجد السجدتين لكن ليس فيه على أي شيء يبني، هل هو على الأقل؟ أو على الأكثر، والأحاديث الآتية بعده تدل على التفصيل في ذلك : وهو أنه يبني على الأقل إن لم يكن لديه ما يرجِّح أحد الاحتمالين، ويبني على الراجح إذا كان لديه ما يرجح أحد الاحتمالين.
وفي هذا الحديث أيضاً : أن الشياطين أجسام، لقوله : أقبل، ولّى، له ضراط وما أشبه ذلك وهو كذلك فالشياطين لهم أجسام، لكن أجسامهم لطيفة، وإذا أراد الله عز وجل تشبهوا بالأناسي، كما تشبه الشيطان الذي جاء إلى الطعام الذي كان أبو هريرة رضي الله عنه يحفظه، وحثا منه، وكلم أبا هريرة، وقال : إنه ذو حاجة وذو عيال، لكنه مع ذلك لطيف، يجري من ابن آدم مجرى الدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه أيضاً : فضيلة الأذان، وأنه يطرد الشياطين، لأنه إذا سمع النداء ولى وله ضراط، وإذا انتهى رجع، ثم إذا ثُّوب للصلاة: يعني دُعي إليها ولّى،
فإذا انتهى التثويب عاد وجعل يوسوس للمصلي في صلاته.
وفي هذا الحديث دليل على تحيّن الشيطان للفرص لإفساد دين المرء، شوف كيف يتردد من أجل أن يفسد عليه صلاته، ولم يرد مثل هذا في بقية العبادات، أي لم يرد في الحج أو الصوم أو الصدقة، فإما أن يُقال : إن الشيطان يحرص هذا الحرص على الصلاة لأنها أفضل الأعمال، وإما أن يُقال : إن عموم قول الله تعالى : (( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره )) وقوله : (( إنما ييريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة )) يشمل جميع العبادات، أي أنه يورد على قلب الإنسان الوساوس والشكوك حتى يضعف استحضاره لما هو عليه من العبادة.