تتمة شرح حديث عبد الله بن مالك بن بحينة الأزدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الشفع الذي يريد أن يجلس في صلاته فمضى في صلاته فلما كان في آخر الصلاة سجد قبل أن يسلم ثم سلم حفظ
الشيخ : وهذا خطر عظيم، لأن هذا زيادة، فمتى علمت بالزيادة وجب عليك العدول عنها، ولكن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر * الفتوى الحموية * كلاماً عجيباً، كلاماً عجيباً، مرة ثالثة أعيدها كلاماً عجيباً : " قال يقال إنه ما أفسد الدنيا إلا نصف متكلم، ونصف فقيه، ونصف طبسب، ونصف نحوي "، شوف الإنصاف شلون! يقول : نصف المتكلم أفسد العقائد، لأن المتكلم الذي بلغ في الكلام غايته عرف فساده ورجع، وكم متكلمين أئمة في الكلام رجعوا، لكن المشكلة في النصف، نصف الفقيه يُفسد البلدان، كيف يفسد البلدان؟ يعطي مال هذا لهذا، ومال هذا لهذا، ويحكم على هذا بالقتل، وعلى هذا بالرجم، وهو نصف فقيه يفسد البلدان، ونصف النحوي يُفسد اللسان، أيش اللسان؟ العربي، فهو نصف نحوي فيتنطَّع ويرفع المنصوب ويجزم المنصوب والمرفوع جميعاً، هذا يفسد أيش؟ اللسان، والرابع نصف طبيب يُفسد الأبدان، يأتيه المريض يقول له : ما فيك؟ يقول : فيّ كذا وكذا، فيقول : أرى أن دواءك في الشيء الفلاني، وإذا بالشيء الفلاني سم ، فإذا تداوى به مات، وهذا الكلام كلام حقيقي، يعني لا يُفسد الناس إلا أنصاف العلماء، لأنك تجده يمر بآية مطلقة ويكون لها مقيِّد لكنه لا يعرف هذا المقيِّد فيأخذ بإطلاقها، أو آية عامة أو حديث عام لا يعرف مُخصصَّه فيأخذ بالعموم ، أو منسوخ أحياناً لا يعرف الناسخ فيأخذ به وهو منسوخ، أو ربما يقيس قياساً فاسداً، وهذا كثير كما في المسأألة التي قلت لكم، لأن كثيراً من الناس ما يسألون عنها، يقول : وإذا قام إلى الخامسة من الرباعية ما يرجع، كما إذا قام عن التشهد الأول.