فوائد حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأحاديث فيها فوائد، هو حديث واحد لكن بألفاظ مختلفة لكن فيه فوائد منها :
أن اليهود كانوا يعلمون ويؤمنون بفتنة القبر، بدليل أن هذا العلم حتى عند عجائزهم ونسائهم.
ومنها : أنه قد يكون عند المفضول ما ليس عند الفاضل من العلم، فالرسول عليه الصلاة والسلام لما أخبرته عائشة ارتاع، وقال : ( إنما تُفتن اليهود )، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة التي تحدَّثت عنها هذه المرأة على أنها من خصائص اليهود، لأنه لم يُنزَل عليه فيها شيء.
ومنها : أن معلومات النبي صلى الله عليه وسلم تتجد ولا علم له في الغيب إلا ما علمه الله عز وجل، لأنه بعد ذلك قال : هل شعرت أنه أوحي إليَّ أنكم تُتنون في القبور؟
ومنها : أن الناس يُفتنون في قبورهم، والفتنة الإختبار ،أي يُختبرون، وبأي شيء يُفتنون؟ يُفتنون بثلاثة أمور، من ربّك ،وما دينك، وما نبيك، وعلى هذه الثلاثة بنى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، بنى رسالةً صغيرة سماها : الأصول الثلاثة.
ومنها : إثبات عذاب القبر، كما هو صريحٌ في ذلك، وعذاب القبر هل يكون على الروح أو على البدن أو عليهما جميعاً؟ نقول : هو على الروح، لكن ربما تتصل بالبدن فيناله بعض الشيء من النعيم أو العذاب، والدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الكافر يُضيَّق عليه القبر حتى تختلفَ أضلاعه، وهذا العذاب على البدن، هو الذي به الأضلاع، وتختلف من شدة الضيق والعياذ بالله.
فإن قال قائل : لماذا يُفتن الإنسان في قبره وهو قد مات على الإيمان؟ نقول: لأن من الناس من يموت على الإسلام ظاهراً لكنه منافق، ولهاذا إذا سئل يقول: ها ها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، لأن الإيمان -نسأل الله السلامة والعافية- لم يصل إلى قلبه، نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا وأن يدخل الإيمان فيها.
هذا واحد ، أما الثاني : أن من الناس الذين ظهر صدقهم ويقينهم من لا يُسأل مثل : الشهداء فإنهم لا يُسألون، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن بارقة السيوف على رأسه هي أعظم فتنة وامتحان، ومنها أيضاً : أن الأنبياء لا يُسألون، لأن الأنبياء أعظم درجةً من الأنبياء، ولأن السؤال عنهم فلا يُسألون.
كذلك من مات مُرابطاً في سبيل الله فإنه لا يُسأل لصدق إيمانه لما ظهر عمله.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الرسول عليه الصلاة والسلام صار لا يصلي صلاتاً بعد هذا الحديث إلا تعوَّذ بالله من عذاب القبر، ولكن متى؟ في السجود؟ بين السجدتين؟ في التشهد؟ سيأتينا إن شاء الله في هذا الكتاب أن موضع هذا التعوُّذ في التشهد الأخير.
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه شك، الإنسان على ما شب عليه، ولهذا على الإنسان أن يديمه -يديم الذكر- ذكر الله عز وجل، حتى يختم له به، وذكر ابن القيم في الجواب الكافي أن رجلاً من التجار كان يتعامل في الربا ويرابي، فلما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة وهو يقول : العشرة بإحدى عشر، العشرة بإحدى عشر، نسأل الله العافية.
طيب في الحديث أيضاً من الفوائد : أن يُكذّب الإنسان أخبار بني إسرائيل، لأن عائشة قالت : فكذبتهما. وأخبار بني إسرائيل تنقسم إلى ثلاثة أقسام : الأول : ما عُلم تصديقه بشريعتنا، فهذا يجب تصديقه، لأن شريعتنا جاءت به، كما صدّق النبي صلى الله عليه وسلم الحبر - يعني العالم اليهودي - الذي قال : إنا نجد في التوراة أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع ، والثرى على إصبع، وذكر تمام الحديث، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقوله.
والثاني ما علمنا كذبه، فيجب علينا أن نكذبه ، يجب أن نكذبه، مثل كثير من الإسرائيليات التي تذكر في التفاسير، وحشّي منها في كثير من التفاسير مع الأسف كقصة داود عليه الصلاة والسلام أنه فتن بامرأة أحد الجنود ، وأنه طلبها ولم تتيسر فأرسل زوجها في إحدى المعارك لعله يُقتل فيتزوجها، هذه كذِبة، كذبة عظيمة شنيعة ، والعجيب أن رئيس اليهود هذه الأيام تكلم حول هذا الموضوع، فثارت عليه الثائرة من الحاخامات، كبارهم، ليش يطعن في الملك داود - هم أيضاً لا يرونه نبياً يرونه ملكا لكنهم يرونه ملكاً صالحاً - كيف يطعن فيه، ومع الأسف بعض كتب التفسير التي لنا للمسلمين يوجد فيها مثل هذه القصة، وهي قصة منكرة لا شك فيها.
فهذه يجب علينا أن نكذبها، أخبار بني إسرائيل التي يشهد شرعنا بكذبها يجب أن نكذَها .
الثالث : ما لم يرد شرعنا بتصديقه ولا بتكذيبه فنحن غير ملزمين بالتصديق ولا بالتكذيب، ولا سيمى أن نتحدث بذلك عنهم لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تصدقوهم ولا تكذّبوهم )، فإن قيل : كيف كذبتهم عائشة رضي الله عنها ؟ فالجواب أن يقال: إما أنه لم يبلغه الخبر في قوله : ( لا تصدقوهم ولا تكذّبوهم )، أو أنها رأت أن هذا مما يُخالف شريعتنا فكذّبتهم.
وفي هذا دليل على أن عذاب القبر تسمعه البهائم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم )، كل بهيمة تسمعهم، حتى إن بعض البغال أو الخيل إذا مرّت بقبر يُعذب جفلت، لأنها تسمع هذا القبر يُعذّب نسأل الله العافية.
هذه الأحاديث فيها فوائد، هو حديث واحد لكن بألفاظ مختلفة لكن فيه فوائد منها :
أن اليهود كانوا يعلمون ويؤمنون بفتنة القبر، بدليل أن هذا العلم حتى عند عجائزهم ونسائهم.
ومنها : أنه قد يكون عند المفضول ما ليس عند الفاضل من العلم، فالرسول عليه الصلاة والسلام لما أخبرته عائشة ارتاع، وقال : ( إنما تُفتن اليهود )، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة التي تحدَّثت عنها هذه المرأة على أنها من خصائص اليهود، لأنه لم يُنزَل عليه فيها شيء.
ومنها : أن معلومات النبي صلى الله عليه وسلم تتجد ولا علم له في الغيب إلا ما علمه الله عز وجل، لأنه بعد ذلك قال : هل شعرت أنه أوحي إليَّ أنكم تُتنون في القبور؟
ومنها : أن الناس يُفتنون في قبورهم، والفتنة الإختبار ،أي يُختبرون، وبأي شيء يُفتنون؟ يُفتنون بثلاثة أمور، من ربّك ،وما دينك، وما نبيك، وعلى هذه الثلاثة بنى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، بنى رسالةً صغيرة سماها : الأصول الثلاثة.
ومنها : إثبات عذاب القبر، كما هو صريحٌ في ذلك، وعذاب القبر هل يكون على الروح أو على البدن أو عليهما جميعاً؟ نقول : هو على الروح، لكن ربما تتصل بالبدن فيناله بعض الشيء من النعيم أو العذاب، والدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الكافر يُضيَّق عليه القبر حتى تختلفَ أضلاعه، وهذا العذاب على البدن، هو الذي به الأضلاع، وتختلف من شدة الضيق والعياذ بالله.
فإن قال قائل : لماذا يُفتن الإنسان في قبره وهو قد مات على الإيمان؟ نقول: لأن من الناس من يموت على الإسلام ظاهراً لكنه منافق، ولهاذا إذا سئل يقول: ها ها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، لأن الإيمان -نسأل الله السلامة والعافية- لم يصل إلى قلبه، نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا وأن يدخل الإيمان فيها.
هذا واحد ، أما الثاني : أن من الناس الذين ظهر صدقهم ويقينهم من لا يُسأل مثل : الشهداء فإنهم لا يُسألون، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن بارقة السيوف على رأسه هي أعظم فتنة وامتحان، ومنها أيضاً : أن الأنبياء لا يُسألون، لأن الأنبياء أعظم درجةً من الأنبياء، ولأن السؤال عنهم فلا يُسألون.
كذلك من مات مُرابطاً في سبيل الله فإنه لا يُسأل لصدق إيمانه لما ظهر عمله.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الرسول عليه الصلاة والسلام صار لا يصلي صلاتاً بعد هذا الحديث إلا تعوَّذ بالله من عذاب القبر، ولكن متى؟ في السجود؟ بين السجدتين؟ في التشهد؟ سيأتينا إن شاء الله في هذا الكتاب أن موضع هذا التعوُّذ في التشهد الأخير.
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه شك، الإنسان على ما شب عليه، ولهذا على الإنسان أن يديمه -يديم الذكر- ذكر الله عز وجل، حتى يختم له به، وذكر ابن القيم في الجواب الكافي أن رجلاً من التجار كان يتعامل في الربا ويرابي، فلما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة وهو يقول : العشرة بإحدى عشر، العشرة بإحدى عشر، نسأل الله العافية.
طيب في الحديث أيضاً من الفوائد : أن يُكذّب الإنسان أخبار بني إسرائيل، لأن عائشة قالت : فكذبتهما. وأخبار بني إسرائيل تنقسم إلى ثلاثة أقسام : الأول : ما عُلم تصديقه بشريعتنا، فهذا يجب تصديقه، لأن شريعتنا جاءت به، كما صدّق النبي صلى الله عليه وسلم الحبر - يعني العالم اليهودي - الذي قال : إنا نجد في التوراة أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع ، والثرى على إصبع، وذكر تمام الحديث، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقوله.
والثاني ما علمنا كذبه، فيجب علينا أن نكذبه ، يجب أن نكذبه، مثل كثير من الإسرائيليات التي تذكر في التفاسير، وحشّي منها في كثير من التفاسير مع الأسف كقصة داود عليه الصلاة والسلام أنه فتن بامرأة أحد الجنود ، وأنه طلبها ولم تتيسر فأرسل زوجها في إحدى المعارك لعله يُقتل فيتزوجها، هذه كذِبة، كذبة عظيمة شنيعة ، والعجيب أن رئيس اليهود هذه الأيام تكلم حول هذا الموضوع، فثارت عليه الثائرة من الحاخامات، كبارهم، ليش يطعن في الملك داود - هم أيضاً لا يرونه نبياً يرونه ملكا لكنهم يرونه ملكاً صالحاً - كيف يطعن فيه، ومع الأسف بعض كتب التفسير التي لنا للمسلمين يوجد فيها مثل هذه القصة، وهي قصة منكرة لا شك فيها.
فهذه يجب علينا أن نكذبها، أخبار بني إسرائيل التي يشهد شرعنا بكذبها يجب أن نكذَها .
الثالث : ما لم يرد شرعنا بتصديقه ولا بتكذيبه فنحن غير ملزمين بالتصديق ولا بالتكذيب، ولا سيمى أن نتحدث بذلك عنهم لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تصدقوهم ولا تكذّبوهم )، فإن قيل : كيف كذبتهم عائشة رضي الله عنها ؟ فالجواب أن يقال: إما أنه لم يبلغه الخبر في قوله : ( لا تصدقوهم ولا تكذّبوهم )، أو أنها رأت أن هذا مما يُخالف شريعتنا فكذّبتهم.
وفي هذا دليل على أن عذاب القبر تسمعه البهائم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم )، كل بهيمة تسمعهم، حتى إن بعض البغال أو الخيل إذا مرّت بقبر يُعذب جفلت، لأنها تسمع هذا القبر يُعذّب نسأل الله العافية.