تتمة الشرح حفظ
الشيخ : بقي علينا فتنة المحيى والممات، ذكرنا ان فتنة المحيى تدور على شيئين : شبهات وشهوت، معنى فتنة الشبهات؟
الطالب : الشبهات معناها : أن يلتبس على الإنسان الحق والباطل، فلا يميز هذا من هذا.
الشيخ : أحسنت، تمام. وفتنة الشهوات حامد؟
أن يكون عالماً بالحق لكن لا يتبعه، وعالما بالباطل لكن يتبعه، لمجرد شهوة النفس. أما الممات لها معنيان: المعنى الأول: عند الموت، فإن الشيطان أحرص ما يكون على إغواء بني آدم عند الموت، لأنها ساعة الصفر -كما يقولون - إما إلى جنة وإما إلى نار، وربما يُفتن الإنسان فتنةً أخرى -كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - بعرض الأديان عليه عند مماته نسأل الله السلامة والعافية، تُعرض عليه اليهودية، والنصراينة والإسلام، ويتمثّل الشيطان له بصورة ابيه، ويقول له : خذ بدين اليهود أو بدين النصارى فتنة عظيمة، ولهذا الحي لا تُؤمن عليه الفتنة، وذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان يقول في سياق الموت : بعد بعد، فلما أفاق قيل له : ما قولك: بعد بعد؟ قال : إن الشيطان أمامي يعض أنامله ويقول : فُتَّني يا أحمد، يعني : أنه فات عليه فقال: بعد بعد، ويعني بعد بعد: أن الإنسان ما دامت روحه في بدنه معناها أنه على خطر نسأل الله لنا ولكم العافية.
هذه فتنة عظيمة، والثاني : فتنة الممات بعد الدفن، يُفتن الإنسان بسؤال من ملكين كريمين يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة فيقول المؤمن : ربي الله ، ديني الإسلام، نبي محمد.
وهذه أيضاً فتنة عظيمة قبل ساعات وهو في أهله، والآن في قبره مُنفردا بعمله، فهذه فتنة عظيمة، يحتاج إلى تثبيت، ولهذا استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم، بل أمر بأن نستعيذ من هذه الأربعة، ومن شر فتنة المسيح الدجال مر علينا.