فوائد حفظ
الشيخ : وفي الحديث من الفوائد دليل على أنه لا يضر الفصل بين الإقامة والصلاة، وفيه أيضا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر قد ينسى كما حصل هنا فإن الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم أو المتيقن أنه نسي أن يغتسل، وفيه دليل على أنه لا حرج أن يخرج الإنسان إلى الناس وقد اغتسل من جنابة أو نحوها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على عناية الصحابة رضي الله عنهم بإقامة الصفوف حيث قالوا: فعدلنا الصفوف قبل أن يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنايتهم في ذلك معروفة مشهورة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم بتسوية الصفوف حتى عقلوا عنه وفهموا فخرج ذات يوم فلما كاد يكبر رأى رجلا باديا صدره فقال: ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) فحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقيموا الصفوف أن يخالف الله بين الوجوه واختلف في معنى مخالفة الوجوه هل هو حسي أو معنوي؟ فقيل إنه حسي وأن هذا كقوله صلى الله عليه وسلم: ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار ) وقيل بل هو معنوي وأن المراد بالوجوه هنا وجهات النظر، يعني أنكم إذا اختلفتم في الموقف اختلفت القلوب وتفرقت وهذا أقرب إلى الصواب لأنه مريد بلفظ آخر ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) فالصواب أن المراد بذلك الاختلاف المعنوي، الصحابة رضي الله عنهم علموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يهتم بذلك، فلما كثر الناس جعل عمر رضي الله عنه وعثمان على الناس من يقيمون الصفوف فإذا تقدم الإمام يصلي بالناس وكل رجالا يطوفون بالصفوف لتعديلها فإذا جاء هؤلاء الرجال وقالوا إن الصفوف استوت كبروا كل هذا وأمثاله يدل على العناية بتقويم الصف وتسويته نعم.