صلاة الفرد وحده بلا عذر فهل تكون صحيحة.؟ حفظ
السائل : قلنا أن صلاة الجماعة واجبة فإذا كان الإنسان لا يصلي في جماعة، يصلي وحده فهل صلاته مجزئة أم لا؟
الشيخ : يقول إذا قلنا بوجوب صلاة الجماعة وصلى الإنسان وحده بلا عذر فهل هي مجزئة أو لا؟ وهذا سؤال جيد، فنقول ذهب بعض أهل العلم أن صلاته غير مجزئة وممن ذهب إلى ذلك الإمام أحمد رحمه الله في إحدى الروايات عنه وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن عقيل من أصحابنا من ذوي الوجوه والترجيح يقولون أنه إذا لم يصل مع الجماعة مع القدرة فصلاته باطلة، ويقولون إن هذا هو القاعدة المطردة لأنها إذا كان واجبة فالقاعدة أن من ترك الواجب في العبادة عمدا بلا عذر فإنها تبطل إلا الحج لأن الحج لا يمكن الخروج منه إلا بتمام النسك وعلى هذا فتبطل صلاته ولا تقبل، وهذا القول له وجهة قوية لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) وكونها أفضل يدل على أن صلاة الفرد فيها فضل ولا يمكن أن يكون فيها فضل إلا وهي مقبولة، ودفع الحجة بأن الواجب في الصلاة في العبادة يقتضي تركه فسادها أن نقول هو واجب للصلاة وليس واجبا فيها والواجب للصلاة لا يستلزم بطلانها إذا تركت فها هو الأذان والإقامة من واجبات الصلاة ومع ذلك لو تركه الإنسان فإن صلاته لا تبطل وهاهو أيضا على قاعدة الفقهاء سجود السهو بعد السلام واجب للصلاة ولو تركه عمدا لم تبطل الصلاة ولكن قد يعارض في هذا والفيصل بين الناس الكتاب والسنة وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أثبت الفضل لصلاة الفذ فإنه دليل على أنها مجزئة قال الذين يقولون بعدم الإجزاء هذا في المعذور صلاة الجماعة أفضل في المعذور، ويقال إن هذا جواب غير سديد لأن المعذور الذي من عادته أن يصلي مع الجماعة تكتب له الجماعة يكتب له الأجر كاملا كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ).