فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد فقه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وفيه أيضا يجب أن تؤدى صلاة الجماعة في المساجد، لأن ترك السنة ضلالة وعلى هذا فيضعف قول من يقول إن الواجب الجماعة لا أن تكون في المسجد، وأنه يجوز أن يصلي الرجلان في بيت ولو إلى جانب المسجد ولا إثم عليهما في ذلك لأن الجماعة إيش؟ حصلت، لكن هذا القول ضعيف القول بأن الجماعة لا تجب في المساجد ضعيف جدا، فهي فرض عين على الإنسان أن يحضر إلى المسجد إلا من عذرهم الله، وفيه أيضا فضيلة قصد المسجد بعد كمال الطهارة وعلى هذا فإذا خرجت من بيتك وأنت تعلم أن في المسجد محلا للوضوء فالأفضل أن تتوضأ في بيتك ولا تؤخر الوضوء حتى تأتي إلى المسجد، لأنك إذا توضأت في بيتك خرجت وأنت متطهر ترتقب الأجر من الله، وفيه أيضا أن المشي إلى الجماعة يحصل به هذه الفوائد الثلاثة الحسنة ورفع الدرجات وتكفير السيئات، وفيه أنه لا حرج على الإنسان أن يتكلف في أداء الواجب لكون الصحابة يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، لكن إذا كان عليه ضرر كان حراما عليه أن يحضر، حتى وإن قال إني سأصبر على الضرر قلنا لا لأن الله يقول: (( ولا تقتلوا أنفسكم )) أما إذا كان مشقة بلا ضرر فهو محل عفو لكن لو أن الإنسان تجشم المصاعب وأتى بصلاة الجماعة مع المشقة فلا بأس، وفيه دليل على جواز استعانة الإنسان بأخيه في أداء الواجب لكون الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف وفيه أيضا دليل على وجوب المصافة لقوله: " حتى يقام في الصف " وأنه من المعهود المعروف عند الصحابة أنه لا بد أن يقوم الإنسان في الصف وعلى هذا تدل أدلة أخرى كثيرة نعم.