فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث جواز النافلة لكن لا دائما بل لعارض وهذا يشبه حديث عتبان بن مالك السابق، وفيه أيضا دليل على جواز دعوة المرأة للرجل لكن بشرط ألا يلزم من ذلك محظور بأن يكون هذا الرجل شريفا في قومه بعلمه أو ماله أو كبر سنه أو ما أشبه ذلك، وفيه أيضا دليل على جواز مصافة الصبي لقوله أنس رضي الله عنه: ( صففت أنا واليتيم وراءه ) وفيه أيضا دليل على أن الثلاثة يكون إمامهم أمامهم وهذا نسف لما كان في أول الإسلام فإنه في أول الإسلام كان إمام الثلاثة بينهم، لكنه كان الإمام الاثنين بينهما ثم نسخ هذا وصار إمام الاثنين متقدما عليهما، فإن قال قائل هذا في النفل فإن هاتين الركعتين نفل قلنا الأصل أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل، والدليل على هذا أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض أن الصحابة لما حكوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته في السفر قالوا: ( غير أنه لا يصلي عليه المكتوبة ) وهذا الإستثناء لئلا يلحق أحدهم المكتوبة في النافلة، ومعلوم أن الصلاة على الراحلة في السفر لا تكون إلا في النافلة فقط أو في الفريضة عند الضرورة إنما المهم أن الصحابة حين قالوا غير أنه لا يصلي عليه المكتوبة أرادوا ألا يقيس أحد المكتوبة على النافلة، فالأصل أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل، وفيه أيضا دليل على جواز وصف المرأة الكبيرة بالعجوز لكن هذا بشرط ألا تجزع من ذلك لأن بعض الناس لو تقول للمرأة أنت عجوز كبيرة نعم ما سرها هذا الشيء، كما أن بعض الناس إذا قلت أنت شايب لا يسره ذلك فإذا علمنا أنه لا يسره فلا ينبغي أن نحزن أخانا أو أختنا نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الشيخ مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى
وحدثنا شيبان بن فروخ وأبو الربيع كلاهما عن عبد الوارث قال شيبان حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح ثم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقوم خلفه فيصلي بنا وكان بساطهم من جريد النخل ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الحديث دليل على جواز اتخاذ المصلى بمعنى أن الإنسان لا يجب أن يباشر الأرض بل له أن يتخذ مصلى من جريد النخل أو غيره لأنه إذا ثبت الجواز أي جواز عدم مباشرة الأرض حال السجود فلا فرق بين أن يكون من جريد النخل أو من غيره، وفيه أيضا تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يكنس له الفراش فيصلي عليه.