فوائد حفظ
الشيخ : في هذا الحديث من الفوائد أولا إثبات المحبة لله عز وجل وأنها تتعلق بالأماكن كما أنها تتعلق بالأعمال، فأحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها وتتعلق بالأماكن كما في هذا الحديث، وفيه أيضا على أن محبة الله تتفاوت فبعض الأشياء أحب إليه من بعض وما هذه المحبة؟ قال أهل التحريف والتعطيل المحبة التي أضافها الله إلى نفسه هي الإثابة فمعنى يحب أي يثيب إن الله يحب المتقين إن الله يحب المحسنين فسوف الله يأتي بقوم يحبهم ويحبونهم لماذا؟ قالوا لأن المحبة هي ميل الإنسان إلى ما ينفعه، أو ميل المحب إلى ما ينفعه ويلائمه والله عز وجل مستغنٍ عن كل شيء ولكن نقول لهم إن هذا تحريف ولا يصح في مثل ( أحب البلاد إلى الله مساجدها ) لأن المساجد لا تثاب فهل تقولون إن محبة الله إلى المساجد هي بمعنى الإثابة؟ هذا غير صحيح، ثم نقول إن المحبة التي ذكرتم هي محبة المخلوق أما محبة الخالق فقد قال الله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ثم نقول لهم أنتم تثبتون الإرادة وهذا نخاطب بهم من؟ الأشاعرة لا المعتزلة، المعتزلة لا يثبتون الإرادة نقول أنتم تثبتون الإرادة والإرادة ميل المريد إلى ما يلائمه وينفعه أو يندفع به ضرره فلا فرق بين الإرادة والمحبة فإن أثبتم الإرادة فأثبتوا المحبة وإن أنكرتم المحبة فأنكروا الإرادة وإلا فأنتم متناقضون، وهكذا دائما القول الباطل تجده متناقضا لأنه مبني على باطل، والباطل لا يمكن أن يتفق قال الله تعالى: (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) وفيه أيضا إثبات البغض لله وأنه يبغض لقوله: ( وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ) فهو تعالى يبغض ويكره ويسخط ويغضب وكل هذه صفات يجب إثباتها على ظاهرها واعتقاد أنها حقيقة بالنسبة إلى الله لكنها لا تشبه صفات المخلوقين وبذلك يحصل لنا السمع والطاعة والإيمان والتصديق ونسلم من المحظور فإن قال قائل لماذا كانت المساجد أحب البلاد إلى الله؟ فالجواب أنها أماكن العبادة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنما بنيت المساجد للصلاة والذكر وقراءة القرآن ) أو كما قال ولذلك أضافها الله لنفسه فقال: (( ومن أظلم ممنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) وأما الأسواق فهي أبغض البلاد إلى الله لأن الأسواق يكثر فيها اللغط والكلام المنكر، وربما يكون فيها الكذب والغش فهي مواضع معصية، فلذلك كانت أبغض البلاد إلى الله عز وجل.