فوائد حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث فوائد: أولا جواز تسمية من تدعو له لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى، وثانيا جواز التسمية بالوليد فيكون في هذا رد على من كره التسمية بالوليد، قد يقول قائل إن هذا من باب الإخبار وأقره النبي صلى الله عليه وسلم كما أقر اسم عبد المطلب، بل كان هو نفسه يقول صلوات تالله وسلامه عليه أنا ابن عبد المطلب ولكن يجاب عن هذا بأن الإخبار عن شيء قد مضى وانتهى مقبول، لكن الوليد موجود ولهذا غير النبي صلى الله عليه وسلم اسم برة إلى زينب وإلى جويرية، فالظاهر أن التسمي بالوليد أنه لا بأس به وفيه أيضا التعميم بعد التخصيص لقوله: ( والمستضعفين من المؤمنين ) وإذا ذكر التعميم بعد التخصيص أو بالعكس فهل يكون المخصص داخلا في العام أو يدل تخصيصه على خروجه من العام؟ في هذا قولان للأصوليين القول الأول: أنه داخل في العموم فيكون هذا المخصوص مذكورا مرتين مرة بطريق العموم ومرة بطريق الخصوص، ومن العلماء من قال إنه لا يدخل في العموم لأن تخصيصه وإخراجه من أفراد العموم يدل على أنه ليس داخلا فيه والمسألة تكاد تكون قريبة من اللفظي يعني من الخلاف اللفظي وفيه أيضا جواز الدعاء بمثل هذا الدعاء ( اللهم اشدد وطأتك على مضر ) مضر على سبيل العموم ومضر قبيلة كبيرة من قبائل العرب فكذلك إذا قلت مثلا اللهم اشدد وطأتك على الروس على كذا وكذا فلا بأس حتى لو كان فيهم مسلمون فإنهم إما أن يدخلوا مع العموم وإما ان يكون إسلامهم مخرجا لهم من هذا الدعاء، وقوله: ( اللهم اجعلهم عليها سني كسني يوسف )بعضصهم يقرأ كسنيّ يوسف وهذا خطأ وإنما الياء مخففة لأن أصلها سنين لكن حذفت النون للإضافة النون اللي هي علامة جمع حذفت للإضافة فما هي سنو يوسف؟ سبع شداد كما قال الله تعالى في القرآن: (( سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون )) يعني جدب قحط ضعف في المواشي وهذا يدمر اقتصاد العرب لأن غالب اقتصادهم على هذا ثم قال: ( العن لحيانا ورعلا وذكوان وعصية ) هؤلاء الأفخاذ من العرب لأنهم كانوا أشداء على المؤمنين وقوله: ( عصت الله ورسوله ) هل هذا الوصف لجميع القبائل الثلاث؟ أربعة لحيان ورعلا وذكوان وعصيّة أو للأخير فقط؟ الظاهر للأخير يعني أنه بين أن هذه عصت الله ورسوله، " وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه إن فكرت في لقب " عصية إيش اللي حصل؟ عصت الله ورسوله فالغالب المعاني والأعمال تكون مقرونة بالأسماء ويشهد لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل سهيل بن عمرو حال المفاوضة بينه وبين قريش في الحديبية قال: ( إنه سهل من أمركم ) تفاؤلا بهذا الاسم ولكن هل يقابل هذا التشاؤم؟ نعم؟ قال العلماء إنه لا ينبغي أن يسمي باسم يكون فيه تشاؤم مثل صخر لا تسمي ولدك صخر، إن سميته صخرا صارت أخلاقه كالحصى كالحجارة، ولا تسميه أيضا حرب لأنه أيضا يدل على فتنة فلا تقل مثلا سميت ولدك حرب فيأتي الآتي يقول هل عندكم حرب؟ تقول نعم عندنا حرب، هذا تشاؤم وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه " تحفة الودود " أشياء عجيبة من هذا النوع من اقتران الأعمال والمعاني بالألفاظ، لكن هذا لا ينبغي للإنسان أن يتخذه شيئا يعتمد عليه لأنه لو فعل ذلك لاستسهل الفاسق إن كان اسمه سهلا، واستيسر أمره إذا كان أمره يسارا نعم واستصعب المؤمن إذا كان اسمه صخرا أو ما أشبه ذلك لكن هذا في الغالب يقول: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل (( ليس لك من الأمر شيء أو يعذبهم فإنهم ظالمون )) الله أكبر! هذا كلام الله للرسول ليس لك من الأمر شيء كيف الناس الذين يؤذون الرسول لهم شيء من الأمر؟ أبدا لما نزل: (( ليس لك من الأمر شيء أو يعذبهم )) ترك اللعن لأن اللعن معناه الطرد والإبعاد عن رحمة الله وإذا كان ليس له من الأمر شيء فليس له الحق أن يدعو الله بأن يطردهم ويبعدهم من رحمته، هذه الأخيرة من كيس الطابع ما هي موجودة.