فوائد حفظ
الشيخ : في هذا دليل على أن الرواتب تقضى مع الفرائض لأنها تبع لها وليس فيه دليل على جواز النافلة قبل قضاء الفريضة وذلك لأن الراتبة تابعة للفريضة فلو كان على الإنسان قضاء صلاة فائتة فليس له أن يتنفل نفلا مطلقا لأنه مطالب بالفور أي بالقضاء على الفور كما لو ضاق وقت الصلاة عنها فإنّه لا يتنفل تنفلا مطلقا، أما إذا كان الوقت متسعا كقضاء رمضان فلا بأس أن يتطوع بالصوم ولو لم يقض إلا ما كان تابعا لرمضان كأيام الست فإنه لا يصح أن يصومها بنية أنها من الست حتى يصوم رمضان كله فإذا قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن هذا مكان حضرنا فيه الشيطان ) هل قال هذا عن وحي أو استدلالا باللازم؟ إن كان عن وحي فليس لنا أن نقول ذلك إذا حصل لنا ذلك مثل ما حصل للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان استدلالا باللازم فلنا أن نقول ذلك فيما لو نمنا ولم نستيقظ إلا بعد طلوع الوقت فلنا أن نقول هذا والظاهر الثاني لأن الله تعالى قال في القرآن الكريم: (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل تأخر عن صلاة الصبح قال: ( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ) فإذا بال فيها لم يسمع، الحاصل أن الظاهر والله أعلم أن لنا أن نقول إذا جرى علينا مثل ما جرى على الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا موضع حضرنا فيه الشيطان أما باعتبار الحكم أننا نتقدم عنه فهذا ثابت لأن هذا حكم شرعي ما هو إخبار عن غيب بل حكم شرعي أننا إذا عرسنا أي نزلنا في آخر الليل في مكان ثم نمنا ولم نقم إلا بعد طلوع الشمس فإن من السنة أن نتحول عن مكاننا فإذا قال قائل: هذا يستدعي تأخير قضاء الفائتة وقضاء الفائتة على الفور فالجواب عن هذا أن التحول من مصلحة الصلاة.