هل أهل التأويل معذرون ؟ حفظ
السائل : ... فإنه يعفى عنه.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نقول أما بالنسبة، نعم، المتأولون في صفات الله تعالى وأسمائه يقولون نحن متأولون، وباذلون للجهد، نقول أما فيما بينكم وبين ربكم فهذا إلى الله، لكن في الواقع والظاهر أنكم مخطؤون، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ) لأن أهل السنّة والجماعة ردوا على أهل التعطيل ليس بالأدلة السمعية فقط حتى يقال إن هذه موضع الخلاف بيننا وبينكم، لا، بل استدلوا عليهم بأدلة عقلية لا يمكنهم الفرار منها، وحينئذٍ يتبيّن أنهم متعصبون، فنحن نحكم بالظاهر وأما فيما بينهم وبين الله فهم إلى الله عز وجل، أرأيت مثلا يقول إن الله ليس له رحمة وله إرادة، هل نقبل هذا؟ ما نقبل، نعلم إن هؤلاء يعني عبارة عن معاندة، لأن ظهور وصف الله بالرحمة أكثر من ظهوره بالإرادة بكثير، لأن الدليل العقلي عندهم في الإرادة هو التخصيص، تخصيص بعض المخلوقات بما تختص به هذا يدل على الإرادة، كون الجمل على هذا الوصف والبقر على هذا الوصف والضأن على هذا الوصف هذا دليل على الإرادة، إرادة الخالق إذ لا يمكن أن يتغيّر إلا بإرادة، نقول هذا الدليل خفي، يخفى على كثير من الناس حتى على طلبة العلم، لكن كون نزول المطر ونبات الأرض يدل على الرحمة أمر ظاهر للعام والخاص ومع ذلك ينكرون الرحمة ولا ينكرون الإرادة، أفهمت؟ هم يقولون الرحمة تدل على يعني ضعف وعطف الراحم، وما أشبه ذلك، والله منزّه عن هذا، نقول هذه دعوى بلا دليل، أرأيتم الملك إذا رحم إنسانا في عقوبة فرضها عليه ورفع العقوبة هل يدل ذلك على ضعف الملك؟ أبدا بل يدل على كماله، فكيف تقولون إن الرحمة إذا اتصف بها الموصوف كان ذلك دليلا على ضعفه؟ واضح؟ وإلا كان نقبل تأول فرعون وغيره من المتأوّلين، ونقبل تأول الذين قالوا إنما البيع مثل الربا، نعم.