فوائد حديث : ( قال : صحبت ابن عمر في طريق مكة قال : فصلى لنا الظهر ركعتين ... ) . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم
هذا الحديث بطريقيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فيه فوائد، أولا تكريم الأصحاب لزعيمهم وكبيرهم حيث كانوا يتبعونه، ذاهبا وراجعا، ولهذا قام هؤلاء أصحاب عبد الله بن عمر معه فلما جلس جلسوا معه، وهكذا ينبغي للإنسان مع الذي هو أكبر منه سنا أو قدرا أن يكون محترما له يكون تابعا، ولا ... أنه متبوع.
وفيه أيضا من فوائده أنه يجوز للإنسان أن يسأل عن الشيء الذي كان يعلمه للتنبيه، لقول ابن عمر ( ما يصنع هؤلاء ) وإلا فهو يعرف أنهم يصلون، لكن أراد أن ينبّه الحاضرين على ما يريد أن يحدثهم به.
وفيه أيضا أن الإنسان إذا خاطب مَن دونه في السن فإنه يقول يا ابن أخي لأن أبا هذا الذي دونك يحاذيك فتقول له يا ابن أخي، وبالعكس إذا أراد أن يخاطب من هو أكبر منه يقول يا عم، وهذا من الأداب، من الأداب التي ينبغي للإنسان أن يلتزم بها لأنها توجب المودة والمحبة والتلطف.
ومن فوائده أن الإنسان مادام مسافرا فإنه يصلي ركعتين وإن طال به السفر، لقوله صحبت النبي صلى الله عليه وسلّم في السفر فلم يزد على ركعتين، وهذا هو السنّة، إلا إذا صلى الإنسان خلف إمامه يُتمّ وقد سبق أنه يلزمه إيش؟ الإتمام، تبعا لإمامه.
ومن فوائد هذا الحديث أن القصر في السفر كان من سنّة النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم وسنّة الخلفاء الراشدين من بعده، فقد عَدّ عبد الله بن عمر ثلاثة من الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان، ومراده بعثمان رضي الله عنه في قوله ( حتى قبضه الله ) ، يعني أنه إذا كان في السفر أما في منى فهذه مسألة مستثناة لأن عثمان رضي الله عنه في ءاخر خلافته كان يُتم في الصلاة.
ومن فوائد هذا الحديث التأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم في كل أفعاله واحتمال الخصوصية غير وارد، لأن الأصل، سليم؟ ... الأصل؟ الأصل أن تتأسّي بالرسول عليه الصلاة والسلام وأنه لا خصوصية حتى يقوم دليل على ذلك، ولهذا لما أراد الله الخصوصية قال (( وَامرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها لِلنَّبِيِّ إِن أَرادَ النَّبِيُّ أَن يَستَنكِحَها خالِصَةً لَكَ مِن دونِ المُؤمِنينَ )) قال (( خالِصَةً لَكَ مِن دونِ المُؤمِنينَ )) ، ولما أباح له أن يتزوّج زينب بنت جحش وكانت مع زيد بن حارثة قال (( فَلَمّا قَضى زَيدٌ مِنها وَطَرًا زَوَّجناكَها )) بعده؟ (( لِكَي لا يَكونَ عَلَى المُؤمِنينَ حَرَجٌ في أَزواجِ أَدعِيائِهِم )) ولم يقل لكي لا يكون عليك مع أن الحكم قد سيق لمن؟ للرسول عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن ما ثبت للرسول ثبت للأمة وهذا واضح، ولهذا يجب علينا أن نحترز من كون بعض العلماء رحمهم الله إذا أعياهم الجمع بين الأحاديث قالوا هذا خاص بالرسول، كطريقة أخرى يتبعها بعض العلماء إذا أعياهم الجمع قالوا هذا منسوخ، وهذا غلط، ... إذا أعياك الجمع فقل الله ورسوله أعلم، فإن قال قائل (( لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ )) أعرب حسنة؟ عقيل؟ وهل يمكن أن تكون هناك أسوة حسنة؟