حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه . حفظ
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي ( عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان ينصرف عن يمينه ) .
الشيخ : الانصراف يعني معناه أن الإمام إذا سلم يبقى مستقبل القبلة، لكن إلى أي حد؟ إلى حد أن يستغفر ثلاثا ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، كما جاء ذلك في حديث ثوبان وعائشة رضي الله عنهما ثم ينصرف، لكن هل ينصرف عن اليمين أو عن الشمال؟ كما رأيتم ابن مسعود يقول رأيته أكثر ما ينصرف عن شماله وأنس يقول عن يمينه، وكل يحكي ما رأى، كل منهما يحكي ما رأى، ونحن نقول الأمر في هذا واسع، بل السنّة أن تنصرف أحيانا عن اليمين وأحيانا عن الشمال، ولكن ما معنى الانصراف؟ ظن بعض الناس أن معنى الانصراف أن تجعل الناس عن يمينك وتتجه إلى يمين القبلة، أو أن تجعلهم عن يسارك وتتجه إلى يسار القبلة، ولكن هذا ليس بصواب، الصواب أن المراد به كيف تنحني عن اليمين أو عن الشمال، وأما الإستقرار فإنك تستقر ووجهك إلى، إلى من؟ إلى المأمومين، كما كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سلّم أقبل على الناس فهذا هو السنّة، وهذا الخطأ الذي يقع من بعض الناس كالخطأ الذي وقع من بعض الناس أيضا في فهم كون الصحابة رضي الله عنهم يُلصق أحدهم كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكب أخيه، حيث ظن بعض الناس أن المعنى أن تفحج قدميك وتباعد ما بين القدمين من أجل أن يمس كعبك، نعم، كعب أخيك وهذا غلط، ليس هذا فعل الصحابة، بل المعنى أنهم يتراصون حتى يلتصق الكعب بالكعب، لا أنهم يفتحون أرجلهم ولهذا ليس في أي نص وكانوا يفتحون أو يفرقون بين أرجلهم أبدا، ما فيه، فهذا من الفهوم الخاطئة التي يخطيء فيها بعض الناس، وأكثر ما يفوت الأمة من السنّة هو قصور العلم أو الخطأ في الفهم، يعني قد يكون الإنسان علمه قليلا لا يحيط بكثير من السنّة فيخطيء أو يكون علمه كثيرا ولكن يفهمها على غير المراد، وهذا الأخير أشدّ خطرا من الأول، لأن هذا الأخير سوف يُجادل ويدعي أن هذا مدلول السنّة، أما الأول فهو يعرف نفسه إيش هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : قاصرا جاهلا فيستسلم بمجرد أن تتبيّن له السنّة، نعم.
الشيخ : الانصراف يعني معناه أن الإمام إذا سلم يبقى مستقبل القبلة، لكن إلى أي حد؟ إلى حد أن يستغفر ثلاثا ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، كما جاء ذلك في حديث ثوبان وعائشة رضي الله عنهما ثم ينصرف، لكن هل ينصرف عن اليمين أو عن الشمال؟ كما رأيتم ابن مسعود يقول رأيته أكثر ما ينصرف عن شماله وأنس يقول عن يمينه، وكل يحكي ما رأى، كل منهما يحكي ما رأى، ونحن نقول الأمر في هذا واسع، بل السنّة أن تنصرف أحيانا عن اليمين وأحيانا عن الشمال، ولكن ما معنى الانصراف؟ ظن بعض الناس أن معنى الانصراف أن تجعل الناس عن يمينك وتتجه إلى يمين القبلة، أو أن تجعلهم عن يسارك وتتجه إلى يسار القبلة، ولكن هذا ليس بصواب، الصواب أن المراد به كيف تنحني عن اليمين أو عن الشمال، وأما الإستقرار فإنك تستقر ووجهك إلى، إلى من؟ إلى المأمومين، كما كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سلّم أقبل على الناس فهذا هو السنّة، وهذا الخطأ الذي يقع من بعض الناس كالخطأ الذي وقع من بعض الناس أيضا في فهم كون الصحابة رضي الله عنهم يُلصق أحدهم كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكب أخيه، حيث ظن بعض الناس أن المعنى أن تفحج قدميك وتباعد ما بين القدمين من أجل أن يمس كعبك، نعم، كعب أخيك وهذا غلط، ليس هذا فعل الصحابة، بل المعنى أنهم يتراصون حتى يلتصق الكعب بالكعب، لا أنهم يفتحون أرجلهم ولهذا ليس في أي نص وكانوا يفتحون أو يفرقون بين أرجلهم أبدا، ما فيه، فهذا من الفهوم الخاطئة التي يخطيء فيها بعض الناس، وأكثر ما يفوت الأمة من السنّة هو قصور العلم أو الخطأ في الفهم، يعني قد يكون الإنسان علمه قليلا لا يحيط بكثير من السنّة فيخطيء أو يكون علمه كثيرا ولكن يفهمها على غير المراد، وهذا الأخير أشدّ خطرا من الأول، لأن هذا الأخير سوف يُجادل ويدعي أن هذا مدلول السنّة، أما الأول فهو يعرف نفسه إيش هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : قاصرا جاهلا فيستسلم بمجرد أن تتبيّن له السنّة، نعم.