قراءة من شرح صحيح مسلم للنووي مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : نعم، " وفي رواية عنها أنه صلى الله عليه وسلّم كان يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء وفي رواية ما شاء الله وفي حديث أم هانئ أنه صلى الله عليه وسلّم صلى ثمان ركعات وفي حديث أبي ذر وأبي هريرة وأبي الدرداء ركعتان، هذه الأحاديث كلها متفقة لا اختلاف بينها عند أهل التحقيق وحاصلها أن الضحى سنّة مؤكّدة وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وبينهما أربع أو ست كلاهما أكمل من ركعتين ودون ثمان وأما الجمع بين حديثي عائشة في نفي صلاته صلى الله عليه وسلّم الضحى وإثباتها فهو أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يصليها بعض الأوقات لفضلها ويتركها في بعضها خشية أن تفرض كما ذكرته عائشة ويُتأول قولها ما كان يصليها إلا أن يجيء من مغيبه على أن معناه ما رأيته كما قالت في الرواية الثانية ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلي سبحة الضحى وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلّم ما كان يكون عند عائشة في وقت الضحى إلا في نادر من الأوقات فإنه قد يكون في ذلك مسافرا وقد يكون حاضرا ولكنه في المسجد أو في موضع ءاخر وإذا كان عند نسائه فإنما كان لها يوم من تسعة فيصح قولها ما رأيته يصليها وتكون قد علمت بخبره أو خبر غيره أنه صلاها " ..
الشيخ : أو خبر غيره.
القارئ : نعم؟
الشيخ : بالإضافة.
القارئ : نعم، " وتكون قد علمت بخبره أو خبر غيره أنه صلاها أو يقال قولها ما كان يصليها أي ما يداوم عليها فيكون نفيا للمداومة لا لأصلها والله أعلم وأما ما صح عن بن عمر أنه قال في الضحى هي بدعة فمحمول على أن صلاتها في المسجد والتظاهر بها كما كانوا يفعلونه بدعة لا أن أصلها بالبيوت ونحوها مذموم أو يقال قوله بدعة أي المواظبة عليها لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يواظب عليها خشية أن تفرض وهذا في حقه صلى الله عليه وسلّم وقد ثبت استحباب المحافظة في حقنا بحديث أبي الدرداء وأبي ذر أو يقال إن بن عمر لم يبلغه فعل النبي صلى الله عليه وسلّم الضحى وأمره بها وكيف كان فجمهور العلماء على استحباب الضحى وإنما نُقل التوقف فيها عن بن مسعود وبن عمر والله أعلم " .
الشيخ : على كل حال الخلاف في سنّة الضحى على ثلاثة أقوال: القول الأول أنها سنّة مطلقا ويُسن المداومة عليها دائما وهذا القول هو أرجح الأقوال لأنه لو لم يكن منها إلا أنها تُسقط الصدقات، القول الثاني أنها لا تُسنّ مطلقا وأخذوا بظاهر حديث ابن عمر إنها بدعة، والقول الثالث التفصيل وهو أن من كان يصلي في الليل فالأفضل أن لا يُداوم ومن لا يصلي في الليل فالأفضل أن يُداوم، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، واستدل لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان لا يُداوم عليها وأنه أمر أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء بركعتي الضحى، قال أبو هريرة ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلّم بثلاث: ركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ) ، وهذا القول المفصل قول قوي لولا ما ذكرناه ءانفا وهو؟
الطالب : ... .
الشيخ : إيش؟
الطالب : ... .
الشيخ : حديث، نعم، يُصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فهذا يدل على أنه يُستحب أن يأتي بها كل يوم، اللهم إلا أن يدعي مدع أنه سوف يقوم بهذه الصدقات كلها فحينئذٍ نقول الأفضل أن لا تداوم عليها إلا إذا كنت ممن لا يتهجد في الليل، يعني أن رأي شيخ الإسلام رحمه الله قوي لمن لا يستطيع أن يُكمّل الصدقات التي على السُلامى وأما من كمّلها فتبقى في حقه مشروعة كل يوم إذا كان لا يتهجد من الليل أو يوما ويوما إذا كان ممن يتهجد، نعم.
السائل : ... بالنسبة لحديث أبو هريرة.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ما يفهم منه أنه كان يداوم على الضحى ويصلي في الليل؟
الشيخ : من؟
السائل : أبو هريرة.
الشيخ : لا، أبو هريرة لا يصلي في الليل.
السائل : ... .
الشيخ : لأنه قال وأن أوتر قبل أن أنام، قال أهل العلم والسبب في ذلك أن أبا هريرة كان في أول الليل يحفظ أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان لا ينام إلا متأخّرا.