فوائد حديث : ( ... من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ) حفظ
الشيخ : أما الحديث الأخير إن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم قال ( من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ) ، ففيه دليل على أن الصحابة كان من عادتهم أنهم يُحزّبون القرءان، يجعلونه أحزابا، والحزب هو الطائفة والحزب في التقدير حوالي نصف جزء فيكون القرءان ستين حزيا، ويقرؤونه في الليل كل بحسب حاله، فإذا لم يتمكنوا من قراءته في الليل لمرض أو نوم قرؤوه في النهار، وكتب لهم كأنما قرؤوه في ليلهم، فيؤخذ من هذا الحديث أن قاضي العبادة إذا تركها لعذر يكون كالمؤدي لها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) فجعل وقتها عند ذكرها وهذا يدل على أنها تكون أداءً وهو القول الراجح أن من ترك عبادة لعذر وهي موقتة وفعلها بعد فوات الوقت فالصحيح أنها أداء لقوله ( فليصلها إذا ذكرها ) ، والحقيقة أنه ليس هناك فرق بين قولنا إنها أداء أو قضاء إلا على رأي من يرى أنه يشترط في المؤداة أن ينويها مؤداة وفي المقضية أن ينويها مقضية فحينئذٍ يظهر الفرق وإلا فلا فرق إنما يقال إن الذي أداها بعد زوال العذر كأنما أداها في الوقت تماما.
وفيه أيضا أنه ينبغي للإنسان أن يتخذ حزبا معينا من القرءان يقرؤه فإذا فات قضاه، لأن هذا أضبط له، أما من يقول متى فرغت قرأت فهذا يضيع عليه الوقت ولا يقرأ، لكن اتخذ حزبا معيّنا كجزء في اليوم أو جزئين في اليوم لتواظب عليهما ثم تحافظ ففي هذا مصلحة كبيرة، نعم.
وفيه أيضا أنه ينبغي للإنسان أن يتخذ حزبا معينا من القرءان يقرؤه فإذا فات قضاه، لأن هذا أضبط له، أما من يقول متى فرغت قرأت فهذا يضيع عليه الوقت ولا يقرأ، لكن اتخذ حزبا معيّنا كجزء في اليوم أو جزئين في اليوم لتواظب عليهما ثم تحافظ ففي هذا مصلحة كبيرة، نعم.