فوائد حديث : ( ... ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ... ) و جميع رواياته . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث حديث النزول إثبات الأفعال الإختيارية لله عز وجل أنه يفعل ما يشاء متى شاء وقد أنكر ذلك من أنكره من أهل الكلام كالأشاعرة والمعتزلة وغيرهم وقالوا لا يمكن أن يتصف الله تعالى بالأفعال، لأن الأفعال حادثة والحادث لا يقوم إلا بحادث فيستلزم أن يكون الله حادثا، وقالوا أيضا إن كان هذا الفعل كمالا فلماذا لم يقم به قبل فعله، وإن لم يكن كمالا وجب أن يكون منفيا عن الله، ومثل هذه الشبه كلها ساقطة أمام النص، لأن الواجب قبول النص وعدم الإعتراض، فأما الأول فقولهم إن الأفعال الحادثة فلا تقوم إلا بحادث فهذه قضية كذب لأننا نشاهد ونحن حادثون من أفعالنا ما يحدث قبل أن لم يكن مع أن الإنسان حادث، فالرب عز وجل يحدث من أفعاله ما لم يكن من قبل كالنزول إلى السماء الدنيا والإستواء على العرش فإن هذا لم يكن إلا بعد خلق السماء وبعد خلق العرش، وأما قولهم إنه إن كان كمالا فلماذا لم يتصف به من قبل وإن لم يكن كمالا فهو نقص يجب أن ينزه عنه، فيقال هو كمال في حينه، والشيء قد يكون كمالا في موضع ولا يكون كمالا في موضع ءاخر، أو في وقت دون ءاخر، فهو كمال حين يفعله الله، وإذا لم تقتض الحكمة فعله فإنه لا يفعله عز وجل، ولا شك أن الفاعل باختياره والفاعل لما يريد أكمل ممن، إيش؟
الطالب : من غيره.
الشيخ : ممن لا يفعل، فكون الله عز وجل يفعل ما يشاء من النزول والإستواء والمجيء للفصل والكلام وغير ذلك أكمل مما لو لم يكن قادرا على مثل هذا أو أكمل مما لم يكن قابلا لهذا، لأن هؤلاء يقولون إنه غير قابل في هذه الأفعال، فجعلوه والعياذ بالله جعلوه كالجماد لا يقبل الحركة ولا يقبل الفعل وكل هذا خطأ، بل الواجب علينا أن نقبل ما جاء به الكتاب والسنّة على حسب ما جاء، لأن هذه أمور غيبية وهي أوسع من عقولنا، نعم.