فوائد حديث : ( ... صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة ... ) . حفظ
الشيخ : يؤخذ من هذا الحديث فوائد منها: جواز صلاة الليل جماعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أقرّ حذيفة على صلاته معه، ولو كان منكرا لم يقرّه، ومنها استحباب تطويل قراءة الليل، استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، حامد؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم، ومنها أنه ينبغي إذا مر بأية سؤال أن يسأل وإذا مر بأية تعوذ أن يتعوذ وإذا مر بأية تسبيح أن يسبح، لكن هل هذا مشروع في الفريضة كما هو مشروع في النافلة؟ الجواب أن يقال لدينا قاعدة عريضة وهي أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل، ولكن لو قال قائل إن الدليل يدل على أن ذلك غير مشروع في صلاة الفريضة، لأن الذين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم في الفريضة لم يقولوا إنه كان يسبح مع أنهم يتابعونه متابعة تامة حتى إنهم يرون لحيته وهي تضطرب عند القراءة، فهنا لم ينقلوا أنه كان يسبح عند ءاية التسبيح ولا يسأل عند ءاية السؤال ولا يتعوذ عند ءاية التعوذ، فهل نجعل هذا دليلا على أنه لا يشرع في الفرض؟ نعم؟ ربما نجعله دليلا لأن الرسول لو كان يفعل لكان الصحابة ينقلون هذا، لا يقال إن عدم النقل ليس نقلا للعدم وأن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض لأنا نقول إن عدم النقل في الحال التي تقتضي النقل دليل على العدم، وعليه فالقاعدة المعروفة " عدم النقل ليس نقلا للعدم " هذا ما لم يكن هناك حاجة إلى النقل ثم لا ينقل فهذا يدل على أنه معدوم، طيب، وعلى هذا إذا لم يكن مشروعا فهل يجوز؟ الظاهر أنه يجوز وفي المسألة خلاف بين العلماء، منهم من يقول في الفريضة يكره وفي النفل يُستحب، ومنهم من قال في الفريضة جائز وفي النفل مشروع ومنهم من قال في هذا وهذا، يعني ثلاثة أقوال يشرع في النفل وفي الفريضة ولكن الذي يظهر لي أنه مشروع في النفل ولاسيما في صلاة الليل مباح في الفريضة.
وفيه أيضا ربما يؤخذ من هذا الحديث أنه إذا مر بأية تحتاج إلى جواب فإنه يجيب عليها، مثل بعض الإستفهامات، (( أَلَيسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبدَهُ )) تقول بلى (( أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحكَمِ الحاكِمينَ )) بلى (( أَلَيسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَن يُحيِيَ المَوتى )) تقول بلى، وقد وردت السنّة في مثل ذلك، لأن هذا استفهام من الله عز وجل فلابد أن يجاب، حتى قيل إنه ذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قرأ سورة الرحمان على أصحابه فلما أتمها قال ( إن الجن خير منكم ردا ) ، كانوا يردون (( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ )) لا بشيء من ءالاء ربنا نكذب، وهذا الحديث فيه نظر، في صحته نظر لكن على كل حال يدل على أن هذا الإستفهام من الرب لابد له من جواب، نعم.
وفي هذا الحديث من الفوائد، ذكرنا أنه لا بأس بصلاة الجماعة في صلاة الليل لكن إيش؟ أحيانا لا دائما إلا في قيام رمضان فإن السنّة أن يصلي الناس قيام رمضان جماعة من أول الشهر إلى ءاخره.
وفيه من الفوائد أنه يجوز للإنسان أن يعكس ترتيب السور لأن النبي صلى الله عليه وسلّم بدأ بالنساء قبل ءال عمران وهذا دليل على جواز مخالفة الترتيب في المصحف، ووجه ذلك أن الترتيب في السور منه ما هو توقيفي ومنه ما هو اجتهادي من الصحابة، وهنا ثلاثة أمور بل أربعة: ترتيب السور وترتيب الأيات وترتيب الكلمات وترتيب الحروف، ترتيب السور منه ما هو اجتهادي ومنه ما هو توقيفي، فمثلا سبح والغاشية توقيفية لأن الظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قرأهما واحدة بعد الأخرى على أنه هو السنّة، الجمعة والمنافقون توقيفي، البقرة وءال عمران توقيفي لأن الرسول كما قلنا قبل قليل كانت العرضة الأخيرة إنه جعل البقرة ثم ءال عمران، وما لم يرد فيه التوقيف فهو اجتهاد من الصحابة، ولهذا اختلفت مصاحف الصحابة في ترتيب السور.
الأيات؟
الطالب : توقيقي.
الشيخ : توقيفي، توقيفي ولا شك، ولهذا أحيانا تجد بعض الأيات يبدو للإنسان وكأنها ليست في محلها ... قوله تبارك وتعالى (( حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ * فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا فَإِذا أَمِنتُم فَاذكُرُوا اللَّهَ )) .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟ (( كَما عَلَّمَكُم ما لَم تَكونوا تَعلَمونَ )) طيب.
هذه في ءايات تتكلم عن عدّة المرأة إذا طُلقت أو مات عنها زوجها، فما المناسبة؟ نقول إن ترتيب الأيات إيش؟ توقيفي ليس لنا فيه يد، ترتيب الكلمات؟
الطالب : ... .
الشيخ : كذلك توقيفي، لو قلت (( الحمد لله رب العالمين )) هذا المنزل لو قلت لله الحمد رب العالمين كان حراما ولا إشكال فيه، طيب ترتيب الحروف؟
الطالب : من باب أولى.
الشيخ : من باب أولى بلا شك، لو قلت الحمد لله بر العالمين بدل رب هذا منكر عظيم ولا يمكن إقراره، فعندنا الأن أربعة ترتيبات، الأول الأخ؟
الطالب : ترتيب السور.
الشيخ : أي نعم، وهو توقيفي أو اجتهادي؟
الطالب : توقيفي.
الشيخ : بارك الله فيك، الثاني؟
الطالب : الأيات.
الشيخ : الأيات.
الطالب : ترتيب توقيقي.
الشيخ : ترتيبها توقيفي، والثالث سامح؟
الطالب : ... .
الشيخ : الكلمات، توقيفي أيضا، والرابع عبد الرحمان؟ الحروف.
الطالب : ... .
الشيخ : توقيفي، تمام، ولكن لو قال قائل: حديث حذيفة يدل على جواز التقديم والتأخير، نقول صحيح أنه يدل على جواز التقديم والتأخير، لكن مادام الأخير هو تقديم ءال عمران على النساء فهذا ... ثم يقال لو أن الإنسان خالف الترتيب فبدأ بأخر القرءان قبل أوله، نقول إذا كان لمصلحة فلا بأس كتعليم الصبيان وهذا فيما أعلم متفق عليه بين العلماء أن الصبيان يعلمون من ءاخر القرءان لأنه أسهل وأقصر سور فكانوا يعلمون الصبيان من ءاخر القرءان، وهذا لا شك في جوازه، أما إذا كان لغير مصلحة أو حاجة فلا شك أن الأفضل أن يكون مرتبا لأن هذا هو الذي اتفق عليه جل الصحابة رضي الله عنهم، وما اتفق عليه جلهم فهو أقرب إلى الصواب، أما أن نقطع بالكراهة ففي النفس من هذا شيء لأن الكراهة تحتاج إلى دليل، طيب، ثم هل يُكره مخالفة الترتيب في ركعة واحدة أو حتى في ركعتين؟ هذا ينبني على الخلاف، هل قراءة الصلاة قراءة واحدة أو لكل ركعة قراءة منفردة؟ فيها خلاف ... خلاف، فمن قال إن قراءة الصلاة لكل ركعة قراءة منفردة قال إنه لا بأس أن يقرأ في الركعة الأولى من ءاخر القرءان وفي الثانية من أوله وقال إنه يستعيذ في كل ركعة لأن كل ركعة قراءة منفردة، ومن قال إنها قراءة واحدة قال إن ترك الترتيب في ركعتين كترك الترتيب في ركعة.
من فوائد هذا الحديث أن ذكر الركوع التسبيح بالعظمة سبحان ربي العظيم وذكر السجود التسبيح بالعلو، والحكمة من ذلك أن الركوع تعظيم، الإنحناء يدل على التعظيم لكنه ليس سفولا في الإنسان، بمعنى أن الإنسان لم يضع عالي بدنه عند أسفل بدنه فكان ذكر التعظيم هنا أنسب، لكن في السجود الإنسان يضع أعلى ما فيه عند أسفل ما فيه في موطئ الأقدام فهنا يناسب إيش؟ يناسب الثناء على الله بالعلو، فيُقال سبحان ربي الأعلى وهذا واضح، وانظر إلى المسافر إذا علا نشزا كبر وإذا انخفض سبح لأن العلو قد يحمل النفس على الإستكبار والشموخ والإستعلاء فيذكّر نفسه فيقول الله أكبر وأما النزول فهو تطامن وتواضع فيناسب أن ينزه الله عز وجل عن هذا السفول يقول سبحان الله.
ومن فوائد هذا الحديث أنه يكرّر سبحان ربي العظيم في الركوع، طيب لو كرّر ألف مرة؟
الطالب : ما يضر.
الشيخ : لا يضر بل هذا هو السنّة، السجود كذلك يكرّر سبحان ربي الأعلى، لكن ينبغي أن يجعل للركوع التعظيم لله عز وجل وللسجود يكثر من الدعاء كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلّم.
ومن فوائد هذا الحديث علو الله عز وجل سبحان ربي الاعلى، وأول ما يتبادر لذي الفطرة السليمة في قوله سبحان ربي الأعلى عقيلي؟ نعم، علو الذات لا شك في العامة والخاصة، أول ما يتبادر في قلوبهم إذا قال سبحان ربي الاعلى أنه علو الذات وأن الله تعالى فوق كل شيء، ومن العجب أن هذا المتبادر ... ؟ ينكره من نكّس الله قلوبهم ويقولون إن الله في كل مكان نسأل الله العافية، في الأسواق، في المساجد، في البيوت، في الحشوش، الأماكن الخبيثة نسأل الله العافية، وعكس ذلك من يقول إن الله ليس في مكان إن الله ليس في مكان ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه ولا مباين وما محايد وهذا أقرب ما يكون.
الطالب : ... .
الشيخ : للعدم، قال بعض العلماء لو قيل لنا صفوا العدم لم نجد وصفا أشد مطابقة من هذا الوصف، أين يكون؟ على كل حال العلو الذاتي أمر فطري مفطور عليه الخلق، والقصة التي جرت بين أبي إسحاق الإسفراييني وإيش الثاني؟ أبو المعالي الجويني، نعم.
الطالب : الهمذاني.
الشيخ : والهمذاني، أبو العلاء الهمذاني، هذان جرى بينهما مناظرة قصيرة وهي أن أبا المعالي الجويني عفا الله عنه كان يُنكر الإستواء على العرش لأنه من الأفعال الإختيارية والأفعال الإختيارية عند هؤلاء الأشاعرة لا يمكن أن يتصف الله بها، يدعون أن الحوادث لا تقوم إلا بحادث فكل فعل يكون اختياريا لا يمكن الله يفعله لا النزول إلى السماء الدنيا ولا الإستواء على العرش ولا الإتيان يوم القيامة للفصل بين العباد، فقال له الهمذاني قال له " يا أستاذ دعنا من العرش وذكر العرش، ما تقول في هذه الفطرة ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " ، هذا صحيح؟
الطالب : أي صحيح.
الشيخ : كل إنسان يقول يا الله وين يروح قلبه فوق، ضرورة بطلب العلو، فجعل يلطم على رأسه ويقول حيرني الهمداني حيرني، ما يقدر يجيب على هذا لأن هذا أمر فطري، الإنسان مفطور عليه حتى إننا ناظرنا قوما من بلد ما يوم عيد الأضحى ونحن في منى فتكلّمنا في العلو الذاتي وقلنا لهم هذا أمر فطري وهم بلغة غير اللغة العربية ما نعرف هم يرطنون ومنفعلين لما قررنا العلو الذاتي انفعلوا جدا، بعضهم قام فقلنا لهم إنكم بالأمس في عراء وتدعون الله هل أنتم تقولون يا رب كذا تجعلون اليد للأسفل وإلا اليمين وإلا شمال؟ وين ... ، وين أين ترفعونه؟ قالوا نرفعها لفوق، طيب هذا دليل، ألستم تدعون الله؟ قالوا السماء جهة الدعاء، كما نستقبل الكعبة الأن جهة الصلاة فالدعاء نستقبل فوق، طيب المدعو، إذا كان المدعو ليس فوق فلا فائدة من رفع اليد، على كل حال القصد إن الإنسان إذا أعمى الله بصيرته والعياذ بالله خالف الفطرة المعلومة لكل أحد، حتى العجائز الأن لو تسألهن أين الله؟
الطالب : في السماء.
الشيخ : في السماء، الجارية جارية مملوكة سألها النبي عليه الصلاة والسلام قال ( أين الله؟ قالت في السماء، قال أعتقها فإنها مؤمنة ) ، لكن أيضا ينبغي لنا عندما نقول سبحان ربي الأعلى في السجود ينبغي لنا أيضا أن نتذكر المعنى الثاني للعلو وهو علو الصفة أن نقول الله أعلى في كل شيء، أعلى في العلم، أعلى في القدرة أعلى في السمع أعلى في البصر أعلى في كل شيء حتى نجمع بين المعنيين، يعني لا مجرد أن تشعر بأن الله في السماء، أضف إلى ذلك أن تشعر بأن الله فوق كل شيء في صفاته عز وجل، نعم.
السائل : شيخ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم، ومنها أنه ينبغي إذا مر بأية سؤال أن يسأل وإذا مر بأية تعوذ أن يتعوذ وإذا مر بأية تسبيح أن يسبح، لكن هل هذا مشروع في الفريضة كما هو مشروع في النافلة؟ الجواب أن يقال لدينا قاعدة عريضة وهي أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض إلا بدليل، ولكن لو قال قائل إن الدليل يدل على أن ذلك غير مشروع في صلاة الفريضة، لأن الذين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم في الفريضة لم يقولوا إنه كان يسبح مع أنهم يتابعونه متابعة تامة حتى إنهم يرون لحيته وهي تضطرب عند القراءة، فهنا لم ينقلوا أنه كان يسبح عند ءاية التسبيح ولا يسأل عند ءاية السؤال ولا يتعوذ عند ءاية التعوذ، فهل نجعل هذا دليلا على أنه لا يشرع في الفرض؟ نعم؟ ربما نجعله دليلا لأن الرسول لو كان يفعل لكان الصحابة ينقلون هذا، لا يقال إن عدم النقل ليس نقلا للعدم وأن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض لأنا نقول إن عدم النقل في الحال التي تقتضي النقل دليل على العدم، وعليه فالقاعدة المعروفة " عدم النقل ليس نقلا للعدم " هذا ما لم يكن هناك حاجة إلى النقل ثم لا ينقل فهذا يدل على أنه معدوم، طيب، وعلى هذا إذا لم يكن مشروعا فهل يجوز؟ الظاهر أنه يجوز وفي المسألة خلاف بين العلماء، منهم من يقول في الفريضة يكره وفي النفل يُستحب، ومنهم من قال في الفريضة جائز وفي النفل مشروع ومنهم من قال في هذا وهذا، يعني ثلاثة أقوال يشرع في النفل وفي الفريضة ولكن الذي يظهر لي أنه مشروع في النفل ولاسيما في صلاة الليل مباح في الفريضة.
وفيه أيضا ربما يؤخذ من هذا الحديث أنه إذا مر بأية تحتاج إلى جواب فإنه يجيب عليها، مثل بعض الإستفهامات، (( أَلَيسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبدَهُ )) تقول بلى (( أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحكَمِ الحاكِمينَ )) بلى (( أَلَيسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَن يُحيِيَ المَوتى )) تقول بلى، وقد وردت السنّة في مثل ذلك، لأن هذا استفهام من الله عز وجل فلابد أن يجاب، حتى قيل إنه ذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قرأ سورة الرحمان على أصحابه فلما أتمها قال ( إن الجن خير منكم ردا ) ، كانوا يردون (( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ )) لا بشيء من ءالاء ربنا نكذب، وهذا الحديث فيه نظر، في صحته نظر لكن على كل حال يدل على أن هذا الإستفهام من الرب لابد له من جواب، نعم.
وفي هذا الحديث من الفوائد، ذكرنا أنه لا بأس بصلاة الجماعة في صلاة الليل لكن إيش؟ أحيانا لا دائما إلا في قيام رمضان فإن السنّة أن يصلي الناس قيام رمضان جماعة من أول الشهر إلى ءاخره.
وفيه من الفوائد أنه يجوز للإنسان أن يعكس ترتيب السور لأن النبي صلى الله عليه وسلّم بدأ بالنساء قبل ءال عمران وهذا دليل على جواز مخالفة الترتيب في المصحف، ووجه ذلك أن الترتيب في السور منه ما هو توقيفي ومنه ما هو اجتهادي من الصحابة، وهنا ثلاثة أمور بل أربعة: ترتيب السور وترتيب الأيات وترتيب الكلمات وترتيب الحروف، ترتيب السور منه ما هو اجتهادي ومنه ما هو توقيفي، فمثلا سبح والغاشية توقيفية لأن الظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قرأهما واحدة بعد الأخرى على أنه هو السنّة، الجمعة والمنافقون توقيفي، البقرة وءال عمران توقيفي لأن الرسول كما قلنا قبل قليل كانت العرضة الأخيرة إنه جعل البقرة ثم ءال عمران، وما لم يرد فيه التوقيف فهو اجتهاد من الصحابة، ولهذا اختلفت مصاحف الصحابة في ترتيب السور.
الأيات؟
الطالب : توقيقي.
الشيخ : توقيفي، توقيفي ولا شك، ولهذا أحيانا تجد بعض الأيات يبدو للإنسان وكأنها ليست في محلها ... قوله تبارك وتعالى (( حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ * فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا فَإِذا أَمِنتُم فَاذكُرُوا اللَّهَ )) .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم؟ (( كَما عَلَّمَكُم ما لَم تَكونوا تَعلَمونَ )) طيب.
هذه في ءايات تتكلم عن عدّة المرأة إذا طُلقت أو مات عنها زوجها، فما المناسبة؟ نقول إن ترتيب الأيات إيش؟ توقيفي ليس لنا فيه يد، ترتيب الكلمات؟
الطالب : ... .
الشيخ : كذلك توقيفي، لو قلت (( الحمد لله رب العالمين )) هذا المنزل لو قلت لله الحمد رب العالمين كان حراما ولا إشكال فيه، طيب ترتيب الحروف؟
الطالب : من باب أولى.
الشيخ : من باب أولى بلا شك، لو قلت الحمد لله بر العالمين بدل رب هذا منكر عظيم ولا يمكن إقراره، فعندنا الأن أربعة ترتيبات، الأول الأخ؟
الطالب : ترتيب السور.
الشيخ : أي نعم، وهو توقيفي أو اجتهادي؟
الطالب : توقيفي.
الشيخ : بارك الله فيك، الثاني؟
الطالب : الأيات.
الشيخ : الأيات.
الطالب : ترتيب توقيقي.
الشيخ : ترتيبها توقيفي، والثالث سامح؟
الطالب : ... .
الشيخ : الكلمات، توقيفي أيضا، والرابع عبد الرحمان؟ الحروف.
الطالب : ... .
الشيخ : توقيفي، تمام، ولكن لو قال قائل: حديث حذيفة يدل على جواز التقديم والتأخير، نقول صحيح أنه يدل على جواز التقديم والتأخير، لكن مادام الأخير هو تقديم ءال عمران على النساء فهذا ... ثم يقال لو أن الإنسان خالف الترتيب فبدأ بأخر القرءان قبل أوله، نقول إذا كان لمصلحة فلا بأس كتعليم الصبيان وهذا فيما أعلم متفق عليه بين العلماء أن الصبيان يعلمون من ءاخر القرءان لأنه أسهل وأقصر سور فكانوا يعلمون الصبيان من ءاخر القرءان، وهذا لا شك في جوازه، أما إذا كان لغير مصلحة أو حاجة فلا شك أن الأفضل أن يكون مرتبا لأن هذا هو الذي اتفق عليه جل الصحابة رضي الله عنهم، وما اتفق عليه جلهم فهو أقرب إلى الصواب، أما أن نقطع بالكراهة ففي النفس من هذا شيء لأن الكراهة تحتاج إلى دليل، طيب، ثم هل يُكره مخالفة الترتيب في ركعة واحدة أو حتى في ركعتين؟ هذا ينبني على الخلاف، هل قراءة الصلاة قراءة واحدة أو لكل ركعة قراءة منفردة؟ فيها خلاف ... خلاف، فمن قال إن قراءة الصلاة لكل ركعة قراءة منفردة قال إنه لا بأس أن يقرأ في الركعة الأولى من ءاخر القرءان وفي الثانية من أوله وقال إنه يستعيذ في كل ركعة لأن كل ركعة قراءة منفردة، ومن قال إنها قراءة واحدة قال إن ترك الترتيب في ركعتين كترك الترتيب في ركعة.
من فوائد هذا الحديث أن ذكر الركوع التسبيح بالعظمة سبحان ربي العظيم وذكر السجود التسبيح بالعلو، والحكمة من ذلك أن الركوع تعظيم، الإنحناء يدل على التعظيم لكنه ليس سفولا في الإنسان، بمعنى أن الإنسان لم يضع عالي بدنه عند أسفل بدنه فكان ذكر التعظيم هنا أنسب، لكن في السجود الإنسان يضع أعلى ما فيه عند أسفل ما فيه في موطئ الأقدام فهنا يناسب إيش؟ يناسب الثناء على الله بالعلو، فيُقال سبحان ربي الأعلى وهذا واضح، وانظر إلى المسافر إذا علا نشزا كبر وإذا انخفض سبح لأن العلو قد يحمل النفس على الإستكبار والشموخ والإستعلاء فيذكّر نفسه فيقول الله أكبر وأما النزول فهو تطامن وتواضع فيناسب أن ينزه الله عز وجل عن هذا السفول يقول سبحان الله.
ومن فوائد هذا الحديث أنه يكرّر سبحان ربي العظيم في الركوع، طيب لو كرّر ألف مرة؟
الطالب : ما يضر.
الشيخ : لا يضر بل هذا هو السنّة، السجود كذلك يكرّر سبحان ربي الأعلى، لكن ينبغي أن يجعل للركوع التعظيم لله عز وجل وللسجود يكثر من الدعاء كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلّم.
ومن فوائد هذا الحديث علو الله عز وجل سبحان ربي الاعلى، وأول ما يتبادر لذي الفطرة السليمة في قوله سبحان ربي الأعلى عقيلي؟ نعم، علو الذات لا شك في العامة والخاصة، أول ما يتبادر في قلوبهم إذا قال سبحان ربي الاعلى أنه علو الذات وأن الله تعالى فوق كل شيء، ومن العجب أن هذا المتبادر ... ؟ ينكره من نكّس الله قلوبهم ويقولون إن الله في كل مكان نسأل الله العافية، في الأسواق، في المساجد، في البيوت، في الحشوش، الأماكن الخبيثة نسأل الله العافية، وعكس ذلك من يقول إن الله ليس في مكان إن الله ليس في مكان ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه ولا مباين وما محايد وهذا أقرب ما يكون.
الطالب : ... .
الشيخ : للعدم، قال بعض العلماء لو قيل لنا صفوا العدم لم نجد وصفا أشد مطابقة من هذا الوصف، أين يكون؟ على كل حال العلو الذاتي أمر فطري مفطور عليه الخلق، والقصة التي جرت بين أبي إسحاق الإسفراييني وإيش الثاني؟ أبو المعالي الجويني، نعم.
الطالب : الهمذاني.
الشيخ : والهمذاني، أبو العلاء الهمذاني، هذان جرى بينهما مناظرة قصيرة وهي أن أبا المعالي الجويني عفا الله عنه كان يُنكر الإستواء على العرش لأنه من الأفعال الإختيارية والأفعال الإختيارية عند هؤلاء الأشاعرة لا يمكن أن يتصف الله بها، يدعون أن الحوادث لا تقوم إلا بحادث فكل فعل يكون اختياريا لا يمكن الله يفعله لا النزول إلى السماء الدنيا ولا الإستواء على العرش ولا الإتيان يوم القيامة للفصل بين العباد، فقال له الهمذاني قال له " يا أستاذ دعنا من العرش وذكر العرش، ما تقول في هذه الفطرة ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " ، هذا صحيح؟
الطالب : أي صحيح.
الشيخ : كل إنسان يقول يا الله وين يروح قلبه فوق، ضرورة بطلب العلو، فجعل يلطم على رأسه ويقول حيرني الهمداني حيرني، ما يقدر يجيب على هذا لأن هذا أمر فطري، الإنسان مفطور عليه حتى إننا ناظرنا قوما من بلد ما يوم عيد الأضحى ونحن في منى فتكلّمنا في العلو الذاتي وقلنا لهم هذا أمر فطري وهم بلغة غير اللغة العربية ما نعرف هم يرطنون ومنفعلين لما قررنا العلو الذاتي انفعلوا جدا، بعضهم قام فقلنا لهم إنكم بالأمس في عراء وتدعون الله هل أنتم تقولون يا رب كذا تجعلون اليد للأسفل وإلا اليمين وإلا شمال؟ وين ... ، وين أين ترفعونه؟ قالوا نرفعها لفوق، طيب هذا دليل، ألستم تدعون الله؟ قالوا السماء جهة الدعاء، كما نستقبل الكعبة الأن جهة الصلاة فالدعاء نستقبل فوق، طيب المدعو، إذا كان المدعو ليس فوق فلا فائدة من رفع اليد، على كل حال القصد إن الإنسان إذا أعمى الله بصيرته والعياذ بالله خالف الفطرة المعلومة لكل أحد، حتى العجائز الأن لو تسألهن أين الله؟
الطالب : في السماء.
الشيخ : في السماء، الجارية جارية مملوكة سألها النبي عليه الصلاة والسلام قال ( أين الله؟ قالت في السماء، قال أعتقها فإنها مؤمنة ) ، لكن أيضا ينبغي لنا عندما نقول سبحان ربي الأعلى في السجود ينبغي لنا أيضا أن نتذكر المعنى الثاني للعلو وهو علو الصفة أن نقول الله أعلى في كل شيء، أعلى في العلم، أعلى في القدرة أعلى في السمع أعلى في البصر أعلى في كل شيء حتى نجمع بين المعنيين، يعني لا مجرد أن تشعر بأن الله في السماء، أضف إلى ذلك أن تشعر بأن الله فوق كل شيء في صفاته عز وجل، نعم.
السائل : شيخ؟