فوائد حديث : ( ... ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال : ... ) . حفظ
الشيخ : وأيضا قوله ( بال الشيطان في أذنه ) حتى لا يسمع أذان الفجر، ففيه دليل على تصرّف الشيطان في الإنسان حين ينام، وثم موضع ءاخر وهو أن الشيطان يبيت على خيشوم النائم، لأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بالإستنثار بعد النوم ثلاثا وقال ( إن الشيطان يبيت على خيشومه ) ، وثم أمر ثالث وهو الكفان فإن النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) ، فإن الظاهر والله أعلم أن للشيطان تصرف في الكفين لأن بهما الأخذ والإعطاء والتطهّر حال منام المرء، قياسا على الخيشوم، وهذه الأمور من أمور الغيب ولهذا لا يترتب عليها شيء محسوس وإلا فمن المعلوم أن بول الشيطان نجس ومع هذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلّم هذا الرجل أن يغسل أذنيه، ويحتمل أن يكون المراد بالبول هنا كناية عن أنه لم يسمع الأذان، بدليل إنه لم يأمر بغسل الأذنين لكن الأول أولى أن يقال إنه بول حقيقي لكن لما كان في عالم الغيب لم يثبت له حكم ما يشاهَد وما يحَس، وفيه من الفوائد التحذير من النوم حتى يصبح الإنسان لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أخبر أن هذا من تصرف الشيطان فيه، نعم.