تتمة فوائد حديث : ( ... أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان ... ) و روايته الأخرى . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا فيه بيان فضل القرآن في الصلاة وخارج الصلاة أما في الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان ) هذا ثلاث آيات، خير من خلفات ثلاث سمان، والخلفة هي التي خلفت ولدها يعني التي معها ولد، وأما العظام والسمان فواضح معناها، وهذا يدل على فضل القرآن خاصة في الصلاة أما الفضل العام فهو ما ذكره في حديث عقبة بن عامر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم في الصفة فقال أيكم يجب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق ) وأو هنا إما أن تكون للتنويع وإما أن تكون للشك من الراوي وكلاهما معروفان في المدينة، كلاهما واديان معروفان في المدينة، وإنما خص الواديين لأن الغالب أن الإبل التي ترعى في الأودية تكون أسمن لأن الأودية هي أمكنة الأشجار، فالإبل التي ترعى في الوادي تكون أسمن وأكثر لحما، ولهذا قال أيش؟ كوماوين يعني عظيمة السنام، السنام عليها كومة والكومة بمعنى الشيء الكثير، ولا زال الناس إلى يومنا هذا يعبرون عن الشيء الكثير بالكومة، يقول عندك كومة غنم عندك كومة إبل عندك كومة كذا، وهنا يقول عليه الصلاة والسلام قال ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ثنتين ) إلى آخره، نعم؟ عندي فيعلم ، فيعلم نعم ... إلى المسجد فيعلم أو قال يقرأ آيتين من كتاب الله فهو خير له من هذه الإبل، وليس المراد أن الإبل نفسها تفضل عليها قراءة القرآن بل ثوابها، وأما بالنسبة لنفس البعير فإن آية من كتاب الله تعادل الدنيا كلها، لأن الثواب باقٍ وما في الدنيا كله زائل، لكن المراد أنها تعادلها في الثواب، نعم، هذا كله يدل على فضل قراءة القرآن.