فوائد حديث : ( ... عن ابن عباس قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه ... ) وجميع رواياته . حفظ
الشيخ : هذا أيضا من فضائل آخر سورة البقرة ما جاء في هذه الأحاديث، يقول ابن عباس رضي الله عنهما ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه ) في هذه الجملة إثبات القعود للملائكة وهو دليل على أن الملائكة أجسام وليس كما قال بعض المعاصرين عقولا أو قوى الخير والشياطين قوى الشر، بل هم أجسام وقد قال الله تبارك وتعالى (( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة )) يقول سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه، من الذي رفع رأسه؟
الطالب : جبريل.
الشيخ : جبريل، ( فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم ) يعني سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى جبريل، ( وقال أبشر بنورين أوتيتهما ) البشارة هي الإخبار بما يسر وينبغي للإنسان إذا وقع ما يسر عاما كان أو خاصا أن يخبر إخوانه ويبشرهم به كما قال تعالى (( فبشرناه بغلام عليم )) (( فبشرناه بغلام حليم )) وما أشبه ذلك، وكذلك كعب بن مالك قال أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، فالإخبار بما يسر من جنس الفأل الذي كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم، ينبغي للإنسان إذا حصل شيء يسر أن يبشر إخوانه سواء كان عاما أم خاصا، لم يؤتهما نبي قبلك وهذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام وخصائصه كثيرة، وأما ما جاء في حديث جابر ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ) فليس هذا على سبيل الحصر بل هو على سبيل المثال، فالرسول له خصائص كثيرة ويمكن بالتتبع تحصى، يقول الأولى فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته، يقوله الملك، والملك لا يقول هذا من عنده قطعا بل هو بأمر الله عز وجل، في سورة الفاتحة دعاء من قوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فإن إياك نستعين دعاء إلى آخر السورة، فإذا قرأ الإنسان الفاتحة بإخلاص وإيمان أعطي ما سأل الإعانة والهداية، كذلك سورة البقرة في آخرها أيضا مثل (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )) ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا، قال الله تعالى قد فعلت، (( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ))، وهذا من فضل سورة الفاتحة وآخر سورة البقرة.