تفسير سورة الإخلاص . حفظ
الشيخ : الآية الكريمة بل السورة الكريمة قال الله تعالى (( قل هو الله أحد )) قل لمن؟ قيل للمشركين قل يا محمد معلوم الخطاب لمحمد لكن لمن يقول؟ قيل للمشركين لأنهم قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام صف لنا ربك أهو من حديد أو ذهب أو فضة أو ما أشبه ذلك؟ لأنهم لا يعرفون من الآلهة إلا ما نحتوه من الأصنام من حجر أو خشب أو ما أشبه ذلك، فأنزل الله هذه الآية، أو قل لليهود الذين قالوا انسب لنا ربك، إلى من ينتسب؟ فقال الله تعالى (( قل هو الله أحد )) فقل أي لمن كان من المشركين أو من اليهود أو من غيرهم، هو الله أحد قيل إن هو ضمير المسؤول عنه، أي قل لمن سأل هو أي الذي تسألون عنه الله أحد، والله تكون خبر المبتدأ وأحد الخبر الثاني وأحد بمعنى المتوحد في كل شيء، فهو واحد في ربوبيته، وواحد في ألوهيته، وواحد في أسمائه وصفاته، (( الله الصمد )) أيضا جملة اسمية من مبتدأ وخبر الله الصمد وتفيد الحصر لتعريف طرفيها، فما معنى الصمد؟ أجمع ما قيل فيه أنه الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته أي تلجأ إليه وتحتاج إليه، وهذا بمعنى قول ابن عباس: " الكامل في علمه الكامل في سؤدده " إلى آخره، نقول هو الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته، حميع مخلوقاته مفتقرة إليه في الإيجاد والإعداد والإمداد، من الذي أوجدها؟ ومن الذي أعدها لما خلقت له؟ الله، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ومن الذي أمدها؟ الله عز وجل، فجميع المخلوقات تصمد إلى الله تعالى، (( لم يلد )) رد على الذين ادعوا أن له ولدا كالمشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله والنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله واليهود الذين قالوا عزير ابن الله، فهو لم يلد ولا يمكن أن يلد عز وجل لأن الولادة إنما تكون للناقص من أجل أن يبقى نوعه، الإنسان ناقص ولولا التوالد أيش؟ ما بقي، ولهذا في الجنة لا يتوالدون لأنهم في غنى عن ذلك إذ أنهم مخلدون أبد الآبدين، فهو لم يلد ولو ولد له ولد لاحتاج إلى زوجة ومعلوم أن الله لا زوجة له منزه عن ذلك ...